الجمعة 2024-12-13 13:59 م

تجربتي مع المقاطعة

07:06 ص

استجبتُ للمقاطعة و أغلقتُ تلفوني وأنا غير مقتنع بما فعلت..واعترف أنه كان من أصعب الأيّام في حياتي ..شعرتُ بأنني أريد أن أتكلّم مع كلّ الدنيا ولكنني (أمسكتُ نفسي) وصمدت..علماً بأن خطّي ليس فاتورة .!



تفاجأت بعد فتح تلفوني بوصول أكثر من (1300) مسج ..كلّها مرسلة (يوم أمس / أي يوم المقاطعة) ..غالبية هذه المسجات من أشخاص كانوا يدعون للمقاطعة و يستحلفونك بالغالي و النفيس أن تستجيب ..! تفاجأت أن غالبية الذين دعوا للمقاطعة ولم يلتزموا وضحكوا علينا قد أرسلوا مسجات ؛ كانت غالبيتها (نكتاً و صوراً و صباحاتٍ ومساءاتٍ) يعني كلام فاضي ..!


ومع ذلك ؛ فإني أعترف مرةً أخرى أن سبب صمودي في ذلك اليوم ..هو إلغاء كل التزاماتي ومواعيدي و تعطل الحياة الخارجية لديّ وبقيت كالمسجون داخل بيتي..باستثناء الفيس بوك الذي تورطت معه في نشر صورتين لي وأنا أطبخ (من الزهق)..وظهرت فيهما البطاطا و البندورة ..فترك المتصيدون كلّ شيء و حاصروني في (البطاطا) ..مقاطع ؟ وشو البطاطا اللي في الصورة ..؟ ومع إني لم أعلن مقاطعتي للبطاطا وللبيض ولكنّ أحداً من المتصيدين الجادين لم يشغّل دماغه و يضع احتمالا بأنها موجودة قبل المقاطعة ..أو أنّ المقاطعة لشراء البطاطا وليس لأكلها ..!! وكمان السؤال المهم : الذين أعلنوا مقاطعة البطاطا لم يقولوا لنا متى نُنهي مقاطعتها ..؟ وما هو السعر الذي يريدونه لها لوقف المقاطعة ..؟ .


أنا مع المقاطعة حين تكون مدروسة ..وحين يجد الداعون إليها بدائل حقيقية لا تتأثر حياة المقاطع بعدها و تزيد أوجاعه ..أمّا أن تتحوّل الدعوات للمقاطعة إلى لعبة افتراضية على الفيس بوك و بصياغة لغوية ركيكة يسعى أصحابها إلى اللايكات و التعليقات و التشييرات ..ونوغل في الوقوف لبعضنا ليش مقاطع وليش مش مقاطع ؛ ليزيد الشرخ المجتمعي ؛ دون أدنى فائدة من وراء المقاطعة ..فلا تراجعات عن أسعار مرتفعة ولا حلول ناجعة لمواجهة ألم الارتفاعات ..فإن ذلك تخبّط مجتمعي لا تدريب فيه على مقاطعة ..! وكلّ الأرقام التي ظهرت بعد خمس دقائق من انتهاء المقاطعة هي أرقام معدّة سلفاً و غير حقيقية وبعيدة عن واقع الأمر..


قاطعوا ..ولكن تعالوا نتعلم كيف نقاطع ؟ وإلاّ ستبقى الحياة الحقيقية تقاطعنا ولن تعيدنا إليها النوايا الحسنة ..!!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة