السبت 2024-12-14 00:57 ص

تحذيرات من تمادي الاحتلال في الاعتداء على الاقصى

06:47 م

الوكيل - رأى باحثون واكاديميون وسياسيون ان تواصل ممارسات وسلوكيات الاحتلال الاسرائيلي الغاشمة ضد المقدسات الاسلامية في مدينة القدس الشريف ,يشكل استفزازا وتهديدا صارخا لأمن وسلام المنطقة مثلما هو دعوة صهيونية للقوى المتطرفة لاشعال المنطقة في حروب طائفية ومذهبية وتناحر ديني سيعاني منه العالم بأسره.


مفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبدالكريم الخصاونة أعرب عن قلقه إزاء الأحداث الأخيرة المتعلقة بالمسجد الأقصى وما يتعرض له من أخطار مؤكدا على المكانة المميزة التي يحظى بها المسجد الأقصى في قلوب المسلمين والتي تنبع من صميم عقيدة الإسلام السمحة باعتبارها أولى القبلتين وثاني المسجدين الشريفين وثالث الحرمين ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم , اليه تشد الرحال وتهوى الافئدة وتضاعف الاجور.

وقال سماحة مفتي عام المملكة 'إننا في دائرة الإفتاء في هذا البلد المسلم العربي الذي يتمتع بقيادة هاشمية دأبت على عمارة الأقصى والدفاع عنه إنطلاقاً من عقيدة الإسلام التي ربطت المسلمين جميعاً بالمسجد الأقصى ربطاً عقائدياً لا يتغير بتغير الأشخاص والأزمنة , لنؤكد رفض ما يقوم به العدو الصهيوني الغاشم من استفزاز مشاعر المسلمين باعماله التصعيدية الرامية إلى تقسيم المسجد الأقصى المبارك وتهويده والإعتداء على المصلين والعاكفين فيه إنطلاقاً من قوله تعالى 'وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم'.

وعبر عن اعتزازه بصمود الاخوة المرابطين في الأراضي المقدسة واستبسالهم ودفاعهم عن القدس والمقدسات داعياً المولى عز وجل لأن ينصرهم ويثبت أقدامهم .

كما دعا سماحة الشيخ الخصاونة جميع المسلمين شعوباً وقيادات وحكومات وأصحاب فكر ورأي إلى الدفاع عن المسجد الأقصى مما يحيط به من أخطار وما يتعرض له من انتهاكات مؤكدا ان الوصاية على المسجد الأقصى هي حق للمسلمين ممثلين بالقيادة الهاشمية التي استمدت وصايتها على المقدسات بحكم إرثها التاريخي واتفاقية الوصاية الموقعة مع السلطة الفلسطينية وليس مع سلطات الإحتلال التي لا نقر أي تصرف لها في هذا الصدد، ولا يجوز التفريط بهذه الولاية على المقدسات أو التنازل عنها.

الباحث في الشؤون الفلسطينية نواف الزرو قال ان هذا الذي يجري في المشهد المقدسي من هجمات صهيونية على المدينة المقدسة واهلها واستهداف الاماكن المقدسة في الحرم القدسي الشريف لم يعد مفاجئا ولا هو نتاج لحظة تاريخية عابرة، انما يأتي في اطار مخطط صهيوني قديم متجدد يعود الى زمن مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هيرتزل الذي قال العام 1899 ' لو قُدر لي وكنت على قيد الحياة حينما نحتل القدس فسوف اعمل على ازالة وحرق كل الاثار غير اليهودية في هذه المدينة ' .

واضاف ' ما بين زمن هيرتزل قبل اكثر من قرن من الزمان وزمن نتنياهو اليوم ، فان الذي يجري في المشهد المقدسي هو تنفيذ وتجسيد لأقوال هيرتزل ، حيث تقوم سلطات الاحتلال منذ سنوات قديمة بتهديم المشهد العربي في القدس ، وبناء صرح صهيوني مكانه بمضامين ومعطيات وملامح صهيونية، بل انهم يقومون ببناء مملكة توراتية وبنصوص تلمودية على حساب العرب من مسلمين ومسيحيين '.

واشار الى ان هذه الاعتداءات التي نشهدها باستمرار على المسجد الاقصى انما هي تتويج لتلك الافكار والمشروعات والمخططات التهويدية الصهيونية للمدينة المقدسة، وانه اذا كانت سلطات الاحتلال في هذه الايام تعمل على تقسيم المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة زمانيا بين اليهود والمسلمين كما حصل في الحرم الابراهيمي الشريف ' فهذه باعتقادي ما هي الا خطوة تسبق هدم المسجد الاقصى بحجة اقامة الهيكل اليهودي، وان حكاية هدم المسجد المبارك وبناء الهيكل هي بمنتهى الجدية والخطورة وليست مسألة اعلامية فقط !' .

واوضح ان اكثر من 25 تنظيما ارهابيا يهوديا يعملون على اجتياح المدينة المقدسة في كل مكان سواء داخل البلدة القديمة وخارجها تجريفا وتهويدا وتهجيرا لاهلها، ولديهم المخططات الموثقة التي تدعو الى هدم الاقصى وبناء الهيكل، والاحتلال يستثمر بذلك اللحظة التاريخية الراهنة المناسبة، حيث ان عددا من الدول العربية تنشغل بانقساماتها وبحروبها الطائفية والاثنية والداخلية ، وهم يعتقدون انهم لو اقدموا فعلا على هدم الاقصى فلن تحرك الامة العربية ولا الاسلامية الا ربما ببيانات احتجاجية وبعض الصرخات هنا وهناك , وهم لا يأبهون لمشاعر وصرخات العرب والمسلمين ولا حتى بالرأي العام الدولي ، داعيا الى ان تقوم الانظمة والقيادات والقوى الوطنية والقومية العربية والاسلامية باعادة ترتيب اوراقها واولوياتها وان تضع على رأس اهتماماتها ما يجري في المدينة المقدسة .

وحث الزرو الدول العربية على ان تتحرك دبلوماسيا وقانونيا على المستوى الدولي بمنتهى السرعة والجدية والمسؤولية العربية التاريخية من اجل وضع حد للاعتداءات والمخططات الصهيونية، ويجب ان لا تحجب هذه الحروب الاهلية في العراق وسوريا القضية الفلسطينية وقضية القدس عن الانظار ، مضيفا ان على الفلسطينيين والعرب والامة الاسلامية التحرك على كل المستويات الرسمية والاهلية في الداخل والخارج والتركيز على النواحي القانونية وجهود المؤسسات الدولية والشعبية من اجل استعادة مركزية القضية الفلسطينية والمدينة المقدسة الى قمة جدول الاعمال العربي والدولي , والا فعلى القدس والاقصى السلام .

مدير متابعة شؤون القدس وشؤون المسجد الاقصى بوزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية المهندس عبدالله العبادي قال ان الوزارة تتابع الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى من خلال الدائرة العامة لاوقاف القدس والتي يوجد فيها اكثر من ستمئة موظف من بينهم 190 حارسا مخصصون لحراسة ابواب المسجد الاقصى المبارك على مدار الساعة من اعتداءات المستوطنين الصهاينة.

واضاف ان الادارة تلعب دورا في الدفاع عن الاقصى المبارك وترميمه وادامة التحديث والبناء له والوعظ والارشاد حيث ترعى الاهل وقداسة المكان وهي التي تدير الاوقاف الاسلامية بالقدس وتقوم بالسيطرة على الامور هناك وتتصدى لسلطات الاحتلال مشيرا الى ان عمر بناء الاقصى يتجاوز الالف واربعمئة عام , ولولا الرعاية الهاشمية له وللمقدسات الاسلامية من خلال لجنة اعمار المسجد الاقصى لما بقي الحال على ما هو عليه الان.

واشار العبادي الى ان هناك مشروعات معطلة من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي التي تقوم بمنع المصلين من دخول اماكن عبادتهم ومثل هذه الاساليب المخالفة للشريعة والتي لا تتفق ومعايير حقوق الانسان لا تحصل في اي دولة بالعالم الا من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي وهو ما يعتبر امرا مرفوضا دينيا واخلاقيا وانسانيا، لافتا الى ان وزارة الاوقاف تواصل العمل على اكمل وجه في التصدي والوقوف بوجه الاحتلال وممارساته.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة