الإثنين 2024-12-16 01:49 ص

ترمب .. الصديق!

07:40 ص

بإستثناء موقفه من إيران، الذي لا يزال ثابتاً مع المزيد من التصعيد، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد تراجع عن معظم ما كان قاله خلال معركة الإنتخابات الرئاسية «والتراجع عن الخطأ فضيلة» ولعل ما يهمنا كعرب في هذا المجال هو أن هذا الرجل الذي هيمن على الإعلام العالمي كله، وهذا يحسب له وليس عليه، قد فاجأ حتى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي من المفترض أن يكون في واشنطن بعد أربعة أيام في أول زيارة له إلى العاصمة الأميركية في عهد الرئيس الجديد، بقوله في حديث لصحيفة إسرائيلية :»يجب على إسرائيل أن تنحاز إلى المنطق في تصرفاتها.. إن البناء في المستوطنات يقلص مساحة الأراضي المخصصة للدولة الفلسطينية التي يتفاوض عليها الجانبان منذ عقدين».


أضاف وبوضوح لا لبس فيه: «أود أن أرى إسرائيل تتصرف بصورة منطقية في عملية السلام.. وهذا لا بد أن يتم بعد هذه السنوات الطويلة.. وربما ستكون هناك فرص لتحقيق سلام أكبر... سلام إسرائيلي-فلسطيني.. نحن نتحدث عن مساحة محدودة..وحين تؤخذ أراضٍ للمستوطنات تتبقى مساحة أقل.. لا أعتقد أن البناء في المستوطنات يخدم السلام» وبخصوص نقل السفارة الأميركية إلى القدس قال ترمب: أنا أدرس الموضوع ولنر ما سيحدث.. إن هذا ليس سهلاً.. أنا أفكر فيه بشكل جديٍّ جداٍّ».

وحقيقة أن هذا التحول في المواقف يجب ألا يعتبر مفاجئاً والمثل يقول: «حديث السرايا يختلف عن حديث القرايا» وترمب بعدما أصبح في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض بات يتصرف كرجل مسؤول وكرئيس لأهم وأكبر دولة في العالم وهذا من المفترض أنه ليس مستغرباً وبخاصة وأن كبار المحيطين بالرئيس الأميركي الجديد يعتبرون، خلافاً لقناعات باراك أوباما، أن الشرق الأوسط لا يزال منطقة مصالح إستراتيجية – حيوية للولايات المتحدة ولهذا فإن تأييد أميركا لإسرائيل يجب ألاّ يعني إدارة الظهر للعرب الذين لازالوا يواصلون الإصرار على أن قضية فلسطين هي قضيتهم الأساسية والأولى وبخاصة وإن هذه المنطقة الشرق أوسطية تشهد كل هذا الذي تشهده الآن وحيث أن هناك تمدداً روسيا وإيرانيا لا بد من وقفه ووضع حدٍّ له.

وهكذا فإن ترمب بعد إنتقاله من ميادين معركة الإنتخابات الرئاسية إلى موقع المسؤولية الأولى في دولة تواجه تحديات فعليه في هذه المنطقة الإستراتيجية، أي منطقة الشرق الأوسط، كان عليه أن يتصرف بطريقة مختلفة ولذلك فإنه إستبق زيارة نتنياهو إلى واشنطن بهذه التصريحات الواضحة كل الوضوح التي إعتبر فيها أن التوسع الإستيطاني الإسرائيلي لا يخدم السلام وحيث قال بالنسبة لمسألة نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة:»أنا أدرس الموضوع ولنر ما سيحدث.. إن هذا القرار ليس سهلاً.. أنا أفكر فيه بشكل جديٍّ جداًّ».

ولذلك فإنه على العرب إن ليس كلهم فمعظمهم أنْ يواجهوا هذا التغيير في مواقف ترمب على أساس أنه صديق وأنه علينا أن نواجه هذه الخطوة بعشرين خطوة وأكثر والمهم هنا هو أننا قد تخلصنا من ميوعة باراك أوباما السياسية ومن مواقفه الرمادية.. وهنا فإنه لا بد من دعم الرئيس الأميركي الجديد أولاً في التخلص من إتفاقية النووي التي أبرمها الرئيس السابق مع طهران وثانياً في إنهاء تدخل «أصدقائنا»!! الروس وجيراننا «الإيرانيين» في الشؤون الداخلية العربية وبخاصة التدخل العسكري الذي بات بالنسبة للعراق وسورية يشكل إحتلالاً بكل معنى الإحتلال!!.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة