الجمعة 2024-12-13 07:38 ص

جاءت به الصدفة وذهبت به الثورة

09:54 ص

رئاسة الدكتور المهندس محمد مرسـي لجمهورية مصر العربية جاءت بالصدفة ، فقد كان خيرت الشاطر هو المرشح الأول لجماعة الإخوان المسلمين ، وكان مرسي مرشح الاحتياط فيما إذا تم رفض ترشيح الشاطر ، وهو ما حدث.

كان من حظ مرسي في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية أن يكون البديل أحمد شفيق ، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك ، مما اضطر جميع التقدميين إلى إعطاء أصواتهم لصالح مرسي ففاز ليس لأنه مرغوب فيه ، بل لأن خصمه غير مرغوب فيه ، ولو كان الخصم مقابل مرسي هو حمدين صباحي لكانت النتيجة محتلفة.
تأخر إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية مع أن بيان المجلس العسكري الأعلى كان جاهزاً لإعلان فوز أحمد شفيق بسنبة 5ر51% من الأصوات ، وجرت تسريبات بذلك لجس النبض ، فكان رد الإخوان المسلمين أنهم سيحرقون البلد إذا لم يعلن فوز مرشحهم ، خاصة وأنهم كانوا قد أعلنوا فوزه مساء يوم الانتخابات وقبل فرز الأصوات ، الأمر الذي يدل على مدى احترامهم للصندوق الذي يتمسكون به الآن.
صحيفة الجارديان الإنجليزية كشفت في حينه النقاب عن ظروف تغيير النتيجة لصالح محمد مرسي الذي جاء بناء على نصيحة أميركية ، فقد طارت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى القاهرة على عجل ، وضغطت على المجلس العسكري لتفويز مرسي منعأً للحريقة التي كان سيشعلها الإخوان ، خاصة وقد سبق لهم التفاهم مع أميركا حول السياسة التي ستطبق تجاه إسرائيل عندما يصلوا إلى السلطة ، وهو ما يهم أميركا بالدرجة الاولى.
مرسي والإخوان أخذوا فرصتهم لمدة سنة كاملة في السلطة لإظهار معدنهم ، فاتضح أنهم لا يملكون أجندة وطنية أو خطة اقتصادية ، ولا يتحملون التعددية ، ولا يفهمون الديمقراطية ، ولم يتمهلوا في أخونة الدولة وإقصاء الآخرين ، فاصطدموا بالقضاء ، وحاصروا المحكمة الدستورية ليمنعوا انعقادها. وأصدر الرئيس إعلاناً دسـتورياً يحصن قراراته من الطعن ، وتم فرض رئيس وزراء ضعيف ، وتعيين محافظ لأسوان السياحية من الجماعة الإسلامية التي ارتكبت بحق السياحة مجزرة ذهب ضحيتها 55 سائحأً ، وفرض الإخوان دستوراً غير توافقي ، وارتكبوا من الأخطاء ما لا يحصى ، اعترفوا ببعضها ولم يعترفوا ببعضها الآخر ، فكانت النتيحة حتمية.
مرسي جاءت به الصدفة وذهبت به الثورة.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة