السبت 2024-12-14 21:40 م

جودة: نتحمل عبء استقبال السوريين نيابة عن العالم

08:05 ص

الوكيل - على الحدود الاردنية السورية أقامت القوات المسلحة مركزا أوليا لاستقبال اللاجئين السوريين القادمين من الأراضي السورية، جالت فيه «الرأي» ليل أول امس واطلعت عن كثب على احوال تدفق الاشقاء السوريين الى الاردن وتعاملت قوات حرس الحدود التي تقوم باستقبال الاف اللاجئين يوميا بين مصابين وجرحى شيوخاونساءواطفالا على مدار الساعة.


رائحة الموت والخوف كانت بادية على وجوه مئات اللاجئين الذين قدموا من سوريا ليعبروا إلى الأردن لتستقبلهم قوات حرس الحدود بكل ترحاب وتقدم لهم كل الإمكانات والمساعدة الممكنة بعد رحلة خوف كما وصفها احد الشيوخ قائلا انه أتى الى الاردن بعد ان انعدمت فيه سبل الاستقرار السياسي في سوريا،»فالاردن هو الملجأ وهو الارض الذي شرعت ابوابه لاستقبالهم هروبا من قصف متواصل ودماء تسيل على جنبات الطرق».

هذه المشاهد جميعها وغيرها كثير مما تدمع له العيون لاحوال الاشقاء السوريين الذين هربوا بانفسهم الى الاراضي الاردنية جاءت خلال قيام وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جوده واعضاء لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس النواب برئاسة النائب بسام المناصير والنواب هايل ودعان الدعجة ومحمد هديب وقاسم بني هاني وباسل علاونة ومجموعة من الصحفيين بجولة ليلية على الحدود الاردنية السورية اطلعوا خلالها على تدفق الاشقاء السوريين الى الاردن والدور الانساني المميز للقوات المسلحة في التعامل مع هؤلاء المواطنين السوريين.

وشاهد المشاركون في الجولة على أرض الواقع الصعوبات التي يواجهها افراد القوات المسلحة الاردنية في تامين حياة المواطنين السوريين واستقبالهم على الرغم من التضاريس الصعبة ووعورة المنطقة وخطورتها كونها مليئة بالاعشاب، كما ان الرؤية صعبة وتقديم الخدمات الطبية والانسانية لهم حتى تامين وصولهم الى المخيم او الجهة التي يجب ان يذهبوا اليها.
اللاجئون السوريون لا يمكثون كثيرا في مراكز الاستقبال اذ ينقلهم الجيش الاردني الى مخيم الزعتري بعد ما يقارب 24 ساعة من وصولهم الى الحدود.
المركز يعج باللاجئين السوريين من الاطفال والشيوخ والنساء والشباب الذين حملوا بعضا من امتعتهم في حقائب صغيرة لمساعدتهم في حياة اللجوء التي فرضت عليهم بسبب قصف الجيش السوري لمنازلهم وبلداتهم.
يشيد اللاجئون السوريون الذين وصلوا الى نقاط الدخول الاردنية على الحدود اثناء تواجد وزير الخارجية ولجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس النواب بجهود القوات المسلحة الاردنية في تأمين وصولهم والتعامل الانساني المميز الذي يتلقونه، معبرين عن اطيب امنياتهم بأن يبقى الاردن بلد الامن والامان لافتين الى ان مواقف الاردن بقيادة الملك عبدالله الثاني كانت على الدوام مثالا يحتذى في التعامل الانساني والاخوي مع ابناء الشعوب الذين يتعرضون للمحن.
خلال الجولة استمع وزير الخارجية والنواب الى شرح مفصل من قائد قوات حرس الحدود العميد الركن حسين راشد الزيود حول الواجبات التي تقوم بها القوات المسلحة بهذا الاطار على طول الحدود الاردنية السورية البالغة 378 كم.
ويعد الاطفال أعلى نسبة دخول بين المواطنين السوريين الذين يلجاون الى الاردن، حيث تبلغ نسبتهم 41 بالمائة بينما نسبة دخول النساء 33 بالمائة والرجال 26 بالمائة.
وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جوده اشار في تصريحات للاعلاميين الذين رافقوه في الجولة الليلية ان الهدف من هذه الزيارة مع رئيس واعضاء لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس النواب هو ان نرى على ارض الواقع حجم التداعيات الانسانية لهذه الازمة المستمرة في سوريا والدور الهائل الجبار الذي تقوم به القوات المسلحة الاردنية خاصة قوات حرس الحدود في هذا الواجب الانساني.

ونبه الى أن العالم يدرك تماما حجم العبء الذي يتحمله الاردن في استقبال هذه الاعداد التي تاتي يوميا بالالاف هروبا من واقع مؤلم وعنف ودمار وقتل مستمر طالبين الملاذ الامن والاردن يتحمل هذا العبء نيابة عن العالم حيث دخل الى الاردن اكثر من 485 الف مواطن سوري منذ اذار عام 2011 ويوفر لهم الاردن كل ما يحتاجونه من رعاية طبية خاصة وان بينهم جرحى وبينهم اطفال وكبار سن.

وقال إن الاردن يتحمل عبئا اقتصاديا واجتماعيا كبيرا بسبب هذه الاعداد، وناشدنا العالم وما زلنا نناشد العالم ونقول أن الاردن يتحمل ما يفوق بكثير طاقته وعلى العالم ان يشارك لا بل ان يكون مبادرا الى دعم ومساندة ومساعدة الاردن في تحمل هذا العبء الانساني.

وقال اننا في نهاية المطاف ما نريده هو حل سياسي يضمن عودة ابناء الشعب السوري العريق الى بيوتهم وامنهم وامانهم واطمئنانهم ولكن في هذه اللحظات الصعبة بالنسبة لهم هم موجودون على ارض اردنية يستقبلهم الاردن ويوفر لهم كل ما يحتاجونه ولكن العالم يجب ان يدرك الان بان الوضع اصبح خطيرا جدا من حيث الاثر والعبء الذي يتحمله الاردن.

وقال :»نحن على اتصال مع كثير من الدول والعواصم و مع كثير من المنظمات الدولية ونزودهم باستمرار بحجم هذا العبء الذي يتحمله الاردن وهناك مساعدات تاتي ولكنها غير كافية حيث ان الاعداد تتزايد والعنف مستمر وتتاثر القطاعات الحيوية في الاردن مثل الطاقة والمياه والتعليم والصحة بالاضافة الى اثار اخرى على فرص العمل وغيرها».

واشار الى ان الوضع صعب في سوريا ولكن التداعيات الانسانية نتج عنها وضع صعب هنا في الاردن وعلى العالم ان يساند الاردن في تحمل هذه المسؤولية.
بدوره قدم قائد قوات حرس الحدود الاردنية العميد الركن حسين راشد الزيود شرحا عن كيفية دخول اللاجئين السوريين الاراضي الاردنية والخدمات التي تقدمها القوات المسلحة الاردنية على الحدود ثم تقلهم الى مراكز استقبال على الحدود ثم نقلهم الى مخيم الزعتري.

ويقول العميد الزيود إن الارض وعرة وإن اللاجئين السوريين يضطرون الى السير على الاقدام ما يقارب 10 كم واحيانا 15 كم للوصول الى الحدود الاردنية.
ويضيف العميد الزيود الذي رافق جوده والنواب بجولة على المناطق الحدودية اننا نستقبل يوميا ما يقارب 2000 لاجئ، ونضطر الى استخدام سيارات «لاند كروز « من اجل نقل اللاجئين من المناطق الوعرة.

وقال إن واجبنا الاساسي هو حماية حدود المملكة ولكن اضيف لنا هذا الواجب الانساني المتمثل باستقبال الاشقاء السوريين على طول الحدود الاردنية السورية التي يبلغ طولها ما يزيد عن 378 كم حيث يوجد هناك حوالي 45 نقطة حدودية لعبور اللاجئين السوريين.

وتابع العميد الزيود «نحن نستقيل اللاجئين ليلا ونهارا عند نقاط الحدود ويتم نقلهم الى نقاط تجمع اماميه ثم الى مركز ايواء ثم نقدم لهم وجبات الاكل والمياه ثم يتم نقلهم بعد تسجيلهم وتوثيقهم الى مخيم الزعتري اما بالنسبة للجرحى والمصابين فيتم تقديم الاسعافات الاولية لهم وبناءا على راي الطبيب المختص المتواجد يتم اخلائهم الى اقرب مستشفى».

واشار الى ان عدد الجرحى والمصابين الذين تعاملت معهم القوات المسلحة الاردنية بلغ حوالي اربعة الاف جريح ومصاب.

ويشير العميد الزيود الى انهم كثيرا ما استقبلوا جرحى من الاطفال والنساء والشيوخ ويتم اجراء الاسعافات الاولية لهم ثم يتم نقلهم الى المستشفيات بشكل سريع من خلال سيارات الاسعاف.

واشاد النواب المشاركون في الجولة بالدور الانساني الذي تقوم به القوات المسلحة في مساعدة اللاجئين وتوفير احتياجاتهم بما فيها الطبية والغذائية، وطالبوا المجتمع الدولي وخاصة الدول المانحة تقديم مساعدات مالية تكفي لاحتياجات اللاجئين الذين بلغت اعدادهم تفوق قدرات الاردن المادية
وكان جوده والوفد النيابي التقوا اعدادا من السوريين فور دخولهم الى الاردن وتحدثوا اليهم واستمعوا اليهم عن معاناتهم، واكدوا لهم ان الاردن بلد الامن والامان وسوف يقدم لهم كل الرعاية اللازمة حتى تعود الاوضاع الى طبيعتها في سوريا ان شاء الله واعادتهم الى بلدهم.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة