السبت 2024-12-14 01:47 ص

حصر التعامل بشركتين اضاع 250 مليون دولار على الفوسفات

11:40 ص

الوكيل - قالت جهات رسمية إن التحقيقات في ملف شركة مناجم الفوسفات الأردنية في مرحلة ما بعد الخصخصة كشفت عن نتائج مهمة في ملفين فقط أنجز التحقيق فيهما من بين الملفات المطروحة التي ما تزال قيد البحث والتدقيق وجمع المعلومات، لتسفر تلك النتائج عن أنه تمت إضاعة 250 مليون دولار كإيرادات للشركة جراء تعاقدها مع شركتين خلال الفترة 2009-2011.


وبحسب التفاصيل التي حصلت عليها “الغد” وتنشر لأول مرة حول القضيتين، فإن شركة (كوارتز)، التي تعمل في السوق الهندية ولها حوالي مئة باخرة، تعاقدت خلال الفترة 2009-2011، مع شركة مناجم الفوسفات الأردنية لشراء فوسفات خام من صنف يعد منخفض الجودة وأقل سعرا من باقي منتجات الفوسفات، لكن التحقيقات بينت بأن تلك الشركة كانت تحصل على صنف أعلى جودة.

ويصنف الفوسفات الخام ضمن 4 انواع، الصنف الأول يعرف بأنه من فئة 65-67 من حيث التركيز، وهو الذي تعاقدت عليه شركة (كوارتز )، أما الصنف الثاني فهو من فئة 68-70 وهو أعلى جودة من الأول، والصنف الثالث 70-72، فيما الصنف الرابع 73-75 وهو عالي الجودة، بمعنى أن الاتفاق الذي أبرمته شركة (كوارتز) يقضي بشراء الصنف الأقل جودة وسعرا وهو 65-67، إلا أنه كان يتم تزويدها بأصناف مرتفعة الجودة مقابل السعر المخفض للعقد المبرم.

ووفقا للأسعار العالمية، فقد ضاع على الشركة ومساهميها نحو 200 مليون دولار، كون الكميات التي استوردتها الشركة نحو 1.6 مليون طن خلال الفترة التي تعاقدت فيه الشركة (كوارتز).

وبين التحقيق أن معدل سعر الصنف منخفض الجودة يتراوح بين 80-85 دولارا، فيما يتراوح سعر عالي الجودة بين 150-210 دولارات، علما بأن شركة الفوسفات كانت قبل الخصخصة تورد للسوق الهندية نحو 37 % من إجمالي إنتاجها من الفوسفات الخام المصدر.

وكان يتم البيع بشكل مباشر لوكيل شركة الفوسفات في الهند (أجاي قبطة) مقابل عمولات لقاء تسويق تلك المنتجات، وفقا للأسعار العالمية، حتى أنها كانت تبيع لبعض الدول الافريقية مثل اثيوبيا، إلا أن الشركة انتهجت أسلوبا مختلفا بعد الخصخصة عبر البيع لشركات معينة بدون الرجوع للوكيل، وهذا شكل نقطة تحول في تاريخها.

استرا جلوبل
وتوصلت تحقيقات مستفيضة إلى أن شركة “استرا جلوبل” ومقرها دبي تعاقدت في عام 2007، مع شركة مناجم الفوسفات الأردنية لشراء مادة السماد ذات الأسعار المرتفعة حيث تقوم بشراء مادة سماد “ Dap “ للسوق الهندي من شركة مناجم الفوسفات الاردنية، حيث تقوم بإعادة بيعه في تلك السوق، ما أدى الى تفويت ايرادات على شركات الفوسفات الاردنية بصفقة واحدة بنحو 51.3 مليون دولار.

وفي تفاصيل إحدى الصفقات، فقد تعاقدت “استرا جلوبل” على شراء نحو 300 ألف طن سماد “ Dap “ من شركة الفوسفات الأردنية بسعر 300 دولار للطن، ثم باعته بنفس الوقت بسعر 472 دولارا، ما أضاع على شركة مناجم الفوسفات الاردنية ايرادات تبلغ 172 دولارا للطن.

دراسة رسمية
وكشفت دراسة رسمية أعدت حول الأرباح التي جنتها شركة مناجم الفوسفات الاردنية خلال السنوات الخمس الأخيرة، أن هذه الارباح نجمت عن زيادة أسعار منتوجاتها خلال عام 2008 (حققت في ذلك العام وحده أعلى نسبة ربح في تاريخها بلغ 238.6 مليون دينار)، وليس لأسباب تتعلق بزيادة في الانتاج أو لتميز في الإدارة.
وبينت الدراسة أن سعر طن الفوسفات الخام ارتفع من 190 دولارا في مطلع ذلك العام إلى 430 دولارا في شهري آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر)، فيما ارتفع سعر طن الفوسفات المصنع من 539 دولارا الى 1131 خلال نفس الفترة وارتفع سعر السماد “Dap” من 708 دولارات الى 1199 دولارا في ايار 2008، وهذا بدوره انعكس أرباحا لافتة على الشركة لا علاقة لها بحسن ادارتها او بزيادة انتاجها لأن كميات الانتاج بقيت متقاربة الى حد ما في أوزانها.

ومن استعراض إحصائية مستويات اسعار منتوجات الشركة خلال الاعوام من 2006 الى 2011، يتبين أن أعلى سعر لطن الفوسفات الخام كان 45 دولارا عام 2006 ارتفع الى 135 عام 2007 والى 430 دولارا خلال شهري آب (اغسطس) وايلول (سبتمبر) من عام 2008.

اما الفوسفات المصنع، فقد سجل أعلى سعر للطن عام 2006 بما مجموعه 205 دولارات ارتفع الى 1131 دولارا عام 2008 فيما ارتفعت اسعار طن السماد “Dap” من 271 دولارا عام 2006 الى 1200 دولار عام 2008.
وتكشف هذه الدراسة حقيقة الأرباح التي تحققت للشركة خلال السنوات الخمس الماضية والتي لم تكن بسبب خصخصة الشركة، وهذا ينسحب أيضا على الزيادات والحوافز والامتيازات التي منحت للموظفين وللعاملين فيها، وكذلك على المبالغ التي خصصت لتنمية المجتمع المحلي، فجميعها جاءت بسبب زيادة أرباح الشركة لا بسبب بركات الخصخصة.

يذكر ان الشركة اصدرت في وقت سابق بيانا قالت فيه إنها حققت ارباحا خلال السنوات الخمس الاخيرة وصلت الى 576 مليون دينار وأنها قدمت حوافز وامتيازات جديدة وخدمات اجتماعية للموظفين والعاملين والى المجتمع المحلي.

ميزانية 2011
وبحسب معلومات حصلت عليها “الغد” فقد بدأ بعض المحللين والمساهمين بتحليل ارقام ميزانية العام الماضي والتي نشرت على موقع بورصة عمان في 8 نيسان (ابريل) الحالي، حيث أعلن رئيس مجلس ادارة الفوسفات الاردنية بالوكالة الدكتور المهندس منذر حدادين، أن مجلس ادارة الشركة في جلسته التي عقدت في 3 نيسان (ابريل) الحالي باعتماد النتائج المالية والتي تشير الى تحقيق الشركة ربحا صافيا بعد مخصص ضريبة الدخل والتوزيعات بلغ 145.25 مليون دينار مقارنة بأرباح مقدارها 80.23 مليون دينار خلال العام 2010.

وعلى ضوء ارقام ميزانية الشركة فيما يتعلق بمبيعات وحدة الفوسفات، فقد بلغت 445.671 مليون دينار بما يعادل 84 دولار للطن، علما بأن معدل سعر البيع وفقا للأسعار العالمية المبنية في جداول اسعار الفوسفات الخام بلغ معدله العام الماضي 175 دولارا للطن، تسليم موانئ التحميل أي أن مبيعات شركة الفوسفات هي أقل بنحو 91 دولارا للطن الواحد، وبمعنى آخر فإن الدخل الضائع على شركة الفوسفات من مادة الفوسفات الخام بلغ 682 مليون دولار.

ويعزو بعض المطلعين على تجارة الفوسفات في الأسواق العالمية أنه قد يعود لوجود شركات وسيطة باعت خلالها شركة الفوسفات موادها خلال السنوات الماضية خصوصا في مرحلة ما بعد الخصخصة.

أما على صعيد مبيعات وحدة الأسمدة (داب)، فقد أقرت الشركة في تقريرها السنوي أن مبيعاتها من تلك المادة بلغت 269.730 مليون دينار حيث تم إنتاج 706 آلاف طن بمعدل سعر بيع قدره 381 دينارا للطن، أي ما يعادل 538 دولارا للطن، وهو رقم قريب الى حد ما من سعر السماد العالمي في العام الماضي والذي بلغ وفق النشرات العالمية 550 دولارات للطن، بمعنى أن النقص أو الفرصة الضائعة في هذه المادة 8.5 مليون دولار للطن.

كما تظهر تحليلات ميزانية 2011 أن جل الفروقات يعود الى أن شركة الفوسفات كانت تخسر من الأرباح المتوقعة من مادة الفوسفات أكثر من غيرها من المواد الاخرى، علما بأن كميات الفوسفات الخام تمثل اكبر الكميات المنتجة من الشركة.

كما تستند التحليلات لأرقام ميزانية الشركة عبر المطابقة بين سعر بيع الاسمدة العالمية والفوسفات الخام ونشرة (أف أم بي) العالمية المتخصصة بجداول الاسعار بشكل اسبوعي وشهري وسنوي ومن خلال عقد مقارنات لسنوات ماضية ومستويات الاسعار الحالية.

ويؤشر البعض على ارتفاع كلفة المبيعات لدى الشركة والتي بلغت العام الماضي ما مجموعه 493.398 مليون دينار مقارنة بـ 418.936 مليون دينار في عام 2010، حيث تعزوه الشركة في تقريرها السنوي لارتفاع كميات الفوسفات المنتجة، بالاضافة الى ارتفاع كلفة المواد الخام في صناعة الاسمدة.

وعرضت الشركة في بياناتها المالية موجزا لنشاطات المجموعة (المكونة من شركة مناجم الفوسفات الاردنية المساهمة العامة وشركاتها التابعة الشركة الهندية الاردنية للكمياويات وشركة الاسمدة اليابانية الاردنية للاسمدة حيث تم الاشارة اليها بالمجموعة معا خلال البيانات السنة المالية 2011.

ونوهت الشركة الى ان ربحها التشغيلي بلغ العام الماضي 156.046 مليون دينار في حين بلغ 63.952 مليون دينار في عام 2010، ويعود السبب الرئيس في زيادة الربح التشغيلي إلى زيادة قيمة المبيعات من الفوسفات على الرغم من زيادة كلفة المبيعات مقارنة بعام 2010، بالاضافة الى اعتبار كميات الفوسفات المباع الى الشركة الهندية الاردنية للكيماويات مبيعات داخلية حيث أصبحت شركة تابعة منذ شهر أيار 2010، ومبيعات شركة الأسمدة اليابانية الاردنية حيث أصبحت شركة تابعة منذ شهر نيسان 2011.
مستقبل الشركة

وينظر كثير من المحللين الاقتصاديين الى نظرة ايجابية في عام 2012، في حال قامت الادارة الجديدة لشركة مناجم الفوسفات بالبيع، وفقا للأسعار العالمية، والتخلص من الإجراءات السابقة المتمثلة في تعظيم التكاليف لمواد الفوسفات والأسمدة خصوصا أن الجهات الرقابية وضعت حلا لهذه التجاوزات حيث كانت تلك الايرادات تذهب لشركات وسيطة ظهرت بعد عملية الخصخصة.

ويتوقع ماليون أن يدخل الشركة في عام 2012، حوالي مليار دولار من مادة الفوسفات وكذلك حوالي 350 مليون دولار من مادة سماد “Dap” محسوبة بناء على ارقام الانتاج الخام للفوسفات البالغة 5.4 مليون طن عند سعر 200 دولار بالاضافة لمنتجاتها من “Dap” والتي تقدر بنحو 700 ألف طن عند سعر 500 دولار للطن، ما سيؤهل الشركة لتحقيق ارباح قياسية اسوة بالشركات العالمية.
الغد - يوسف ضمرة


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة