السبت 2024-12-14 13:39 م

حضور أردني في حادث الطائرة المصرية

07:55 ص




بقدر الموجات التي ولدها ارتطام الطائرة المصرية، بمياه المتوسط فجر الخميس الماضي ، امتلأ الفضاء بتكهنات وتحليلات حول أسباب وظروف الكارثة ، ومع الترحم على ضحايا الكارثة والعزاء لعائلاتهم ،ورغم عدم وجود أردنيين بينهم لحسن الحظ ، لكن لفتني أن خبراء أردنيين في حقل الطيران تسيدوا المشهد، في تحليل حادث تحطم الطائرة ، وخاصة عبر قناة «الجزيرة « التي حرصت على مدار يوم كامل على استضافة هؤلاء الخبراء ، وقد تابعت ما قالوه من تفسيرات وآراء ، بدت متماسكة ومنطقية وعلمية وإن كانت غير قاطعة، وهو أمر يبعث على الإعجاب ، وجود مثل هذه الخبرات والكفاءات الأردنية، وغالبيتهم إن لم يكن جميعهم تخرجوا من شركة الخطوط الجوية الأردنية «الملكية». ولا يغيب عن الذهن أن ثمة خبرات أردنية متميزة في مختلف الاختصاصات، منتشرة في جهات العالم الأربع.



الحضور اللافت لخبراء الطيران الأردني ، يؤشر على سمعة طيبة للكوادر البشرية ل»الملكية» ، لكن المؤسف أن العديد من «الكباتن «السابقين في الملكية، يشعرون بالإحباط بسبب عدم الاستفادة من خبراتهم المتراكمة ، سواء في «الملكية» أو شركات الطيران المحلية الأخرى، وأعرف أحد هؤلاء من ذوي الخبرة والكفاءة « متقاعد من الملكية» ،سافر الى أميركا بحثا عن فرصة عمل.


كارثة «المصرية « كأي حادث مشابه ، ألقت ظلالا قاتمة على حركة الملاحة الجوية في العالم ، لكن انعكاسات «المصرية» أكثر تأثيرا على الشرق الاوسط ، بسبب ظروف عدم الاستقرار الأمني في المنطقة، ولذلك كانت فرضية العمل الإرهابي في مقدمة الاحتمالات ، التي تصدرت التقارير الاعلامية وتكهنات خبراء الطيران والمحللين ، بل ان المسؤولين المصريين والفرنسيين رجحوا ذلك حتى قبل بدء التحقيق. واللافت أن سلطة الطيران الروسي كانت أول من رجح بقوة وقوع عمل إرهابي، وكان واضحا أنه تصريح «سياسي» ، إذ لم يستند الى أدلة واستبق عمليات التحقيق، وربما حمل في طياته عملية إسقاط ! ، فقبل أشهر تحطمت طائرة روسية في صحراء سيناء المصرية بعمل إرهابي ، وتضاربت المعلومات والتصريحات الروسية والمصرية حول سبب الحادثة ، فموسكو أكدت وقوع عمل إرهابي بينما نفت القاهرة ذلك.


ويبدو أن وزير الطيران المصري، حاول إلقاء الكرة في الملعب الفرنسي، بترجيح العمل الارهابي في إشارة الى أن الطائرة ، أقلعت من مطار شارل ديغول في باريس، بمعنى تحميل السلطات الفرنسية مسؤولية حدوث خرق أمني وهو في ذلك ربما أراد أن يرد «سياسيا» على حملة انتقادات واسعة لإجراءات الأمن في المطارات المصرية ،أو كفاءة « مصر للطيران « بعد حادث الطائرة الروسية ، حيث أوقفت العديد من شركات الطيران الاوروبية ، رحلاتها الى مصر بعد كارثة الروسية، وهي إجراءات ألحقت خسائر كبيرة بقطاع السياحة المصري.


ستستمر حركة الطيران رغم الحوادث ، وهناك العديد من كوارث الطيران الغامضة ، فالطائرة من أهم انجازات العقل البشري، وهناك عشرات آلاف الرحلات الجوية تطير بين القارات يوميا، وثمة ملايين البشر يستقلون تلك الطائرات ،لكن الحوادث الجوية تشكل نقطة في هذا الفضاء الواسع، سواء كانت لأسباب تقنية وفنية أو بفعل أخطاء بشرية، لكن الجديد هو الأعمال الارهابية ، التي تشكل الطائرات المدنية أهدافا سهلة لها.


وبالمقارنة فان ضحايا كوارث الطيران المدني، يشكلون نسبة ضئيلة جدا، مع ضحايا المجازر التي ترتكبها الطائرات المقاتلة في الحروب، ويمكن ذكر الكثير من الأمثلة على ذلك ، كالحملات الجوية الاميركية ،التي ألحقت دمارا هائلا في العراق ،والحروب الاسرائيلية على قطاع غزة ، والجرائم التي ترتكبها طائرات النظام السوري ،والطائرات الروسية بحق المدنيين السوريين.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة