السبت 2024-12-14 22:20 م

حكاية ابني وطن لمّا ضاع

07:47 ص

رغم أنني كتبت عشرات المرات أن لديّ ابناً اسمه (وطن) إلاّ أن كثيرين يسألونني شو قصّة مسمّي حالك (أبو وطن) ..أعلم أن الاسم كبير بحجم الألم الحقيقي وأكبر..



قبل سنوات حين كان ابني وطن لا يتجاوز الأربع سنوات؛ ذهب مع أمّه إلى سوق مخيّم الحسين لشراء بعض الاحتياجات بحجة أن كلّ شيء هناك أرخص من أي سوق آخر ..


عندما يضيع أي (ابن) في أي مكان ..فإن أهله وهم يبحثون عنه ينادونه باسمه وهم مفزوعون خائفون : يا أحمد يا محمد يا عطا يا فلان..ولكن ما حدث مع أمّ وطن يُحكى وهو موقف لا تحسد عليه؛ فقد ضاع منها الولد ..وسوق مخيم الحسين طويل عريض ..وخافت خوفاً شديداً ..تريد أن تنادي على الولد باسمه: يا وطن ..وينك يا وطن ..؟ خافت أكثر؛ فلو قالت : يا وطن أو وينك يا وطن لاعتقد الناس أنها امرأة غير متزنة ..وفيها هبل ..فمن سيصدق حينها أنّ لديها ابناً اسمه وطن ..!! بل سيضربون كفّاً بكف وينظرون إليها نظرة اشفاق ويعتقدون أن المرأة أوصلتها الوطنية لدرجة إنها صارت تبحث عن الوطن في الشوارع والأزقة ..! يا حراام شوفوا شو صار فيها ..؟


تقول لي أم وطن : من اصعب اللحظات في حياتي ..خصوصاً انني كنت انادي يا ابني وينك ؛ وين انت ..؟ والناس يسألونها شو اسمه وهي لا تستطيع أن تقول وطن ..


الحمد لله الولد لم يكن بعيدا..وسرعان ما وجدته أمّه ..ولكنها عادت إلى البيت مخطوفة الوجه وهي تعاتبني : الله يسامحك إلا تسميه وطن ..؟؟ وروت لي ما جرى معها ..ضحكت ضحكاً شديداً وأنا أتخيّل المنظر ..وبعد أن انتهت ضحكتي قلت لها : بالعكس هذا يؤكد إنني صحّ وصحّ الصح ..الوطن الذي يضيع و يستحي أهله من البحث عنه علانيةً ولو اتهموا بالجنون فهو وطن يذهب بعيداً ولا يعود ..!


الوطن ينتظر أن تناديه باسمه كي يأخذك بالاحضان ..!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة