الخميس 2024-12-12 01:28 ص

حوار عائلي

11:11 ص

فنجان القهوة رقم 20 وما تزال الفكرة شاردة، والمزاج متقلّب.

استيقظت زوجته، لم تجده الى جانبها. ارتدت» الروب». فتحت غرفة الاولاد، لعلها تجده «منسيا» بينهم.


خرجَت الى « البرندة». ذُهلت حين رأته» يهرش» رأسه، والهواء يعبث بالاوراق التي امامه.

هوَ: لم أُمْسِك بطرف الفكرة بعد. الإلهام هارب، والصورة تهتز. أُريد أن أُشعِل النار في كل كتاباتي.

زوجته: عندها ترتاح ونرتاح.

هو:النار ستاكل الأخضر واايابس.

زوجته: ربما يجد نُقّادك ما يقولونه.

هو:الجبناء ينتظرون ذلك بفارغ الصبر.

زوجته:أنت السبب في ذلك.

هو:أنا أعمل من أجل الحركة الثقافية والبَلد.

زوجته:كل كاتب يقول ذلك، ولستَ أولهم على أية حال.

هو:أنا في « موقع حسّاس» وهم يرقصون في العتمة.

زوجته: لقد وقعتَ الآن، ولن يرحمك احد.

هو: مادمتِ الى جانبي لن أستسلم، كلمة منك تهني لي الكثير.

زوجته: وصاحبة المكالمة « المعطّرة» التي شربتَ صوتها على الهاتف.؟

هو: هذه مجرد «مُعجبة»، وعلى الكاتب ان يكون لطيفا مع قرّائه.

زوجته: عليّ أنا هالكلام. المهم ، أن يأتيك «السيد/ الإلهام».

هو: الرؤية واضحة والموقف غامض.

زوجته:هل ستُلقي خطابا سياسيا؟

هو: لا ن مجرد كتابة أدبية إبداعية خلاّقة.

زوجته: ليتك عملت في مهنة أُخرى لتغيّر حالنا.

هو: مجنونة يا عزيزتي، أنا لم أُُخْلق لغير الإبداع.

زوجته: مسكين تصدق نفسك. إعمل تاجرا،سمسار بيوت، مقاول، حرامي ، أي شيء أفضل من هذه المهنة.

هو: كل إنسان له طريقته في نفع الناس، وانا طريقتي الكتابة.

زوجته:سوف تدور على البيوت ونشحد الملح.

هو:هذه طريقة « جماهيرية» للتعايش مع الشعب.

زوجته: إذن دعك من هذه « الخراريف» وتعال لنفكر بمستقبلنا ومستقبل الأولاد. وأضافت: تنساش اولادنا كبروا.

هو:كانت زوجة «سقراط» تدلق الماء الوسخ على رأسه وهو يفكّر.

زوجته: ربما كان لديها طريقة لإعادته الى الواقع.

هو:أُراهن أن أباك كان تاجر» عملة» وأنه لم يقرأ كتابا في حياته.

زوجته: أبي كان رجلا والرجال قليل.

هو:وماذا استفاد، ورثتموه وهو على قيد الحياة.

زوجته:اكتشفتُ الآن ان الزواج من كاتب نوع من الإنتحار البطيء.

هو: الفنان المبدع أناني بطبعه. وعلى زوجته ان تراعي ذلك.

زوجته: للتراث والحضارة والإنسانية؟

هو:نعم، وكي يُقال انه كان أديبا ومثقفا.

زوجته: ويقال انه ( وُلد سنة كذا وترعرع في المكان الفلاني وفصلوه من عمله الساعة كذا يوم كذا سنةكذا.. وماتت زوجته» مقهورة» و..

..

ويستمر الحوار( العائلي).


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة