السبت 2024-12-14 00:37 ص

.. حين لبنان إلى النار!

08:40 ص

اصبحت عرسال القرية الحدودية اللبنانية السنية جزءا من امتدادات «النصرة» و«داعش» في القلمون!.
وتوترت اوضاع طرابلس باطلاق النار على الجيش وقوى الأمن.. والبقية تتبع. فاشتراك حزب الله في حماية قبور في دمشق، واخرى في حمص، كان سيؤدي منذ البداية الى حماية مقابلة لقبور في لبنان!.

كان العقلاء يعرفون ان لبنان سيكون مسرحا للمعارك السورية. فلا أحد يناقش في جدية تحالف النظام السوري، وايران، وحزب الله في وجه ثورة داخلية بدأت بمظاهرات وانتهت بمذابح، لكننا نعرف كلنا ان الصراع في المنطقة أخذ بعدا طائفيا بين السنة والشيعة، ولو كان هناك مسلحون مسيحيون لوجدوا انفسهم يقاتلون في الموصل العراقية!.
لقد ضرب الجيش اللبناني عناصر الشيخ الاسير في صيدا، ولو لم يكن الشيخ احمقا وفتح باب جهنم على تنظيمه الخداج، لكانت النصرة وداعش في عكار وطرابلس وصور، ولكان لها امتدادها في احدى ضواحي بيروت. هكذا ابتدات الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975، وانجرت اليها المقاومة الفلسطينية باعتبارها ميليشيا السنة، في ظهور ميليشيات امل، والقوات اللبنانية.. وبقايا الطوائف التسع.
كان العقلاء يحذرون من لبننة المنطقة العربية، ويبدو ان الصراع العربي - الاسرائيلي اجلها لسنوات لتظهر الآن بجلاء. فاللبننة نعمة مع الصوملة – من الصومال - ثم مما هو اسوأ في ليبيا. فلم يعد أحد يعرف من يقاتل من.. ولماذا؟!.
كثيرون من اصدقائنا في الاردن كانوا يأخذون على الدولة «عدم القيام بالواجب القومي»!. لكن الدولة كانت لها حساباتها: فالتدخل في الشأن السوري او العراقي او المصري او الفلسطيني سيرتد على الداخل الاردني بطريقة او بأخرى. واقتصر «الواجب القومي» على الاغاثة، واقامة المستشفيات المتنقلة العسكرية، والعناية بمئات آلاف الهائمين على وجوههم.. والهاربين بأرواحهم!!.
- لسنا مع نظام يقتل شعبه في سوريا ولسنا مع تسييس الدين وتسليحه وتمويله.
- ولسنا مع السيسي ضد الاخوان، والاخوان عندنا على قهوتهم ودلالهم!.
- ولسنا مع السلطة ضد حماس او مع حماس ضد السلطة.. وهذا كلام ينسحب على الرابط الاسرائيلي فنحن لا نحارب الا من يعتدي على الاردن لا مع حماس ولا مع السلطة. هذه طاقتنا وهذه امكاناتنا.
كثيرون يتعربشون على قضايا ملتهبة، ليركبوا ظهر البلد. ولكننا نعرف ان ظهر الاردن غير قابل لركوبه من أحد او وراء أية لافتة!.
وهذا لا يعني ان الدولة سائبة، وان ابواب البلد وشبابيكه مشرّعة على آخرها، فنحن في الاردن نملك قوة الشرعية الوطنية، ونؤمن بوحدة العرب لأنها تراثنا القومي. وهذه القوة هي التي تملي على القيادة سلوكيات الحكم.

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة