الأحد 2024-12-15 01:56 ص

خلافات جبل طارق .. الصيادون يدفعون الثمن

06:09 م

الوكيل - يشعر صيادو السمك الإسبان بالقلق، بعد الإجراءات التي اتخذتها حكومة جبل طارق من أجل حماية الثروة السمكية في مياهها، وأثارت بذلك غضب إسبانيا وتوترا بين مدريد ولندن.


وتظاهر عدد من هؤلاء الصيادين، الأحد في أسطول من 38 قاربا باتجاه جبل طارق مطالبين سلطات جبل طارق بإزالة 70 حاجزا أسمنتيا وضعتها في البحر لمنعهم من صيد السمك.

وأغلقت دوريات البحرية البريطانية وشرطة جبل طارق الطريق أمام قوارب الصيادين المحتجين، ومنعتهم من الدخول إلى المياه المختلف عليها في المنطقة المحيطة بالحاجز الأسمنتي، الذي أثار خلافا حادا بين لندن ومدريد.

وتؤكد حكومة جبل طارق التي لا تملك أسطول صيد تجاريا أن الزوارق الإسبانية تفرط في صيد السمك الأمر الذي يستنفذ الاحتياطي من السمك، وهي تريد فرض قانون حول حماية البيئة ترفضه إسبانيا التي تعتبر مياه تلك المنطقة تابعة لمياهها الإقليمية.

وتقول حكومة الجيب البريطاني إن الرصيف سيسمح بتكاثر السمك، لكن صيادي السمك في الأندلس المنطقة الإسبانية الأكثر تضررا من هذه الأزمة الاقتصادية، يقولون إنها تحرمهم من أفضل مياه صيد السمك.

وقال فرانثيسكو غوميث (51 عاما) وهو يسحب شباكه من البحر محملة برخويات 'هذه ليست جيدة كالتي نصيدها هناك'، مشيرا إلى منطقة أصبح لا يستطيع الصيد فيها منذ بضعة أيام في خليج جبل طارق.

وأضاف صاحب زورق الصيد 'ديفينا بروفيدنسيا' القديم الذي يبلغ طوله 8 أمتار ويرفع العلم الإسباني 'هناك يمكننا أن نصيد ما بين 30 و60 كيلوغرام من صدف الرخويات في اليوم الواحد نبيعها بـ 9 يورو للكيلوغرام الواحد، أما هنا فلا نصيد سوى الصدف الصغير الذي لا يتجاوز سعره 2 يورو، فضلا عن أن عددهم أقل'.

أما خوان مورينتي (74 عاما) الذي كان في ميناء مدينة لينيا دي لا كونسيبسيون الإسبانية الواقعة عند الحدود مع جبل طارق البريطانية أن إجراءات جبل طارق 'تدفع بنا نحو الإفلاس'.

ويخرج أبناء مورينتي أيضا إلى الصيد ويرمون شباكهم بعيدا عن المياه التي تتنازع عليها إسبانيا وجبل طارق، فيما قال ابنه خوان (43 عاما) الذي يعمل في صيد السمك منذ شبابه إنه في لينيا دي لا كونسيبسيون 'عندما تنتهي من المدرسة، تذهب إلى الجامعة أو تخرج إلى البحر للصيد'.

بطالة

وتعاني هذه المنطقة من البطالة التي تطال 35.8 % من اليد العاملة في إقليم الأندلس الزراعي جنوب إسبانيا، ويفسر هذا الوضع الاقتصادي الصعب رفض البعض التوقف عن الصيد في المياه القريبة من 'الصخرة'.

وقال إلياس ماركيث (56 عاما) وهو على زورقه على مسافة قريبة من الرصيف الأسمنتي: 'في الوقت الراهن سأظل هنا لأن الصيد جيد، لكن عندما لن يتوفر شيء سأقترب أكثر. أنا أصيد هنا منذ 43 سنة، ولا أخاف من الكتل الأسمنتية ولا من شرطة جبل طارق'.

وأكد غوميث: 'أعتقد أننا نحن صيادي السمك نعرف عن البيئة أكثر من السياسة'، موضحا أن سلطات جبل طارق اتهمته في مايو بدخول المياه البريطانية وممارسة الصيد 'بشكل غير قانوني والملاحة المتهورة وبإهانة السلطات'.

وأضاف: 'إذا أرادوا حماية البيئة فعليهم أولا بإزالة محطات الوقود العائمة' التي تشكل نقطة خلاف أخرى بين جبل طارق وإسبانيا.

وتتهم بريطانيا إسبانيا بالقيام بخطوات انتقامية بفرض إجراءات تفتيش جمركية مفرطة عند حدود جبل طارق مع إسبانيا، ما يتسبب في تأخير مرور السيارات لساعات.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة