الأحد 2024-12-15 02:26 ص

خيانة جميلة!

12:38 م

تفتح الجهاز، وتبدأ بمداعبة أزرار الكيبورد، تتأمل الشاشة، تريد أن تكتب في شأن ما، فتأخذك أصابعك إلى شأن آخر، خيانة محببة، هذه الكلمات جزء من هذه الخيانة الجميلة!

كي تدرك فداحة ما تفعله بالآخرين حاول أن ترى نفسك من مقاعدهم، حكمة رائعة تعلمتها من الراحل حسن التل، رحمه الله!
أمطار الحرمان/ كلما هطلت أمطار الحرمان، تكاثر الإبداع، ونبت أيكه، والتفت أغصانه على سيقانه، الأشخاص المترفون نادرا ما يبدعون، كان شجرة الإبداع لا ترويها إلا أمطار الحرمان!
أول الكلمات/ أول الكلمات كتبتها على ورق شُجيرة برية، وأنا أتهجأ الكتابة، حينما نزل المطر، تساقطت الحروف، واحتضنها التراب، فبرعمت، وأورقت، وأزهرت، ولم أزل أنتظر ثمارها!
قبل أن أنام/ سأغافل الليل، وأختلس منه نجمة، سأسرح لها جدولتها حتى تنام، وأخبئها تحت مخدتي، لعلها تغافلني، وتأخذني إلى مجرة أخرى!
يقال إن آخر كلمتين تفوه بهما أينشتاين للممرضة قبل أن يموت كانتا باللغة الألمانية، الممرضة لم تكن تفهم الألمانية ولم يعرف أحد ماذا قال، كم من كلامنا يشبه ما قاله أينشتاين؟!!
أسوأ الرجال، من يتعامل مع المرأة بعقلية الصياد الذي يبدأ بتجهيز «شباكه» فور أن يرى امرأة جميلة وأسوأ النساء من ترى أن الله منحها جمالا لـ «تعذيب» الرجال!
في المحبس الاختياري، تجد سكينتك أحلى من حريتك في فضاء فارغ.. إلا من الزحام! وكلما أوغلت في الابتعاد عن أضواء المدينة، كلما كنت قريبا من نفسك، ومن سيرتك الأولى، قبل أن تتلوث بالإسمنت والإسفلت!
أسفار/ سألتني: يا كثير الأسفار .. ماذا جنيت منها؟ لن أقول بماذا أجبت، ولكن ثمة إحساسا غامضا يتملكني، أشعر – أحيانا - أنني قطعت آلاف الأميال ولكن على جهاز المشي!
يا إلهي .. أية خيبة هذه؟
كم يتعبنا البوح، حينما ندرك متأخرين، أننا نكتب على سطح من الماء، و كم هو مرهق، حينما تختبىء اعترافاتنا وراء الكلمات الغامضة، والإيماءات الصامتة، و كم هو شقي ذلك الذي ليس لديه «ملاذ» يبكي بين يديه، ويعيش معه لحظات ضعفه، بدون أي تحفظ وبمنتهى الحرية، وهو على يقين أن هذه اللحظات لن تُتستعمل لابتزازه، وكم أشعر بالفقر والفاقة حين يكف قلبي عن الخفقان، وحين أنسى إيقاع لهاثي!

.......
أخيرا..
أشعر أن الخيانة الحقيقية هي أن لا نعرف لماذا يخوننا الآخرون!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة