في العالم , غالبا ما تأخذ ذكريات الصبا والطفولة حيزا من حديث العائلة ..وأنا لي ذكريات كثيرة جدا ...
حين أتابع الأفلام الأمريكية , وفي أحاديثهم عن ذكريات الطفولة يركزون على دائما , على تخرج (مايك) من الثانوية ..أو عن اول صديقة وأول دراجة , وكيف تعلم ركوبها ...وعن أسنان الحليب وكيف سقط أول واحد فيها ...
يتحدثون أيضا , عن أول مخيم شارك به (جورج) , وعن إنتقالهم من نيويورك إلى فرجينا , أو مثلا عن فطيرة التفاح التي صنعتها الوالدة , في عيد ميلاد ( توماس) الأول وكيف جاء الجد من لاس فيغاس لحضور الإحتفال , والهدية التي تلقاها وهي الحصان الخشبي .
نحن تقريبا مثل الأمريكان فأنا لم أجلس أبدا في (لمة) عائلية أو مع اصدقاء الطفولة إلا وتوزعت الذكريات :- أمس ذكرني أحد أصدقاء الطفولة , بأول مسمار دخل في قدمي ..وقال لي :- (متذكر لما فغيرك عبى الحاره) ..واسترسل في الحديث , واخبرني كيف حملوني , وظل الصندل (الباتا) ملتصقا في قدمي ...
في جلسات العائلة أيضا يذكرونني بقصص الطفولة , مثلا أحد اشقائي ذكرني الأسبوع الماضي , بعملية مسكي متلبسا بجرم التدخين , في الصف السادس وكيف قام الوالد رحمة الله عليه ...بطلب (القايش) وتطوع الجميع لإحضاره , وبالطبع يتم ختام القصة بجملة :- ( وفغيرك يومها عبى البيت ) ...
وفي المدرسة , أيضا لي ذكريات جميلة حين أجلس من طلاب الصف السادس في ذلك الوقت , فهم غالبا ما يذكرونني بحسونه , وقصة حسونه تتلخص في أننا قررنا أن نتبادل السندويشات هو يأخذ قضمة من سندويشتي وأنا قضمة , بالطبع سندويشتي كانت زعتر وزيت وسندويشة حسونه (مرتديلا) , وكيف أغراني الطعم اللذيذ لسندويشة حسونه وقضمت نصف أصبعه ....وطبعا تختتم القصة بجملة واحدة لا تتغير :- (ويومها فغير حسونه عبى المدرسة) ...
من ذكرياتي التي أيضا غالبا ما يسردونها أمامي , هي عملية قيامي بإشعال النار في كومة قش , سرعان ما تطورت إلى حرق شجرة الزيتون الضخمة , وعملية هروبي من المكان , ومن ثم تضافر جهود الموجودين في إطفاء الحريق ..وبعد ذلك إحضار القايش , ومن ثم التدخل السريع لجدتي وقيامها بحمايتي ..علما بأن (فغيري عبى الحاره) ...
لم يذكرني أحد بأني كنت الأول في الصف الثالث , وأني مثلا فزت بجائزة عن قيامي بحفظ جزء كبير من القران في الصف الرابع , لم يذكرني أحد مثلا عن حصولي على المركز الأول في سباق الضاحية لطلبة المدارس الإعدادية وقيامي بالركض حافي القدمين ...لم يذكرني أحد بأول ظهور تلفزيوني لي في الصف الرابع حاملا زجاجة (ميرندا) ....
كل الذكريات قائمة , على البكاء والعقاب ...
الفارق بيننا وبين الغرب أننا شعوب تحب المأساة , وهم شعوب غالبا ما تبحث عن الجانب المضيء في حياتها ....
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو