قبل 114 عاماً، وتحديداً يوم 15 فبراير/شباط 1903، كُشف عن أول لعبة من الدب الشهيرTeddy bear، التي صممها صاحب محل ألعاب يدعى موريس ميشتوم في النافذة الأمامية لمتجره، وقد اكتسب هذا الدب من حينها شهرة عالمية واسعة.
لكن وراء اختراع هذه الدمية المحشوة اللطيفة المشجعة للعناق والباعثة للطمأنينة، قصة أكثر دموية تخبر عن وحشية الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة التي سعت لإبادة الحيوانات المفترسة مثل الدببة والثعالب والذئاب، وأخرى إنسانية اشتُهر بها الرئيس الأميركي السادس والعشرون ثيودور روزفلت.
هيا بنا نتعرف على بعض الحقائق عن تلك الدمية الشهيرة في هذا التقرير:
روزفلت: صائد الحيوانات يرأف بـ'الدبة السوداء'
تعود القصة إلى نوفمبر/تشرين الثاني عام 1902، حين كان روزفلت في رحلة صيد للدببة السوداء، فيما كان روزفلت محبَطاً لأنه لم يجد ما يصطاده في اليوم الأول من الرحلة، وفي اليوم التالي، وحين كان روزفلت يتناول غداءه، حاصرت كلابه دبة، فيما قام دليل الصياد الخاص بروزفلت بضربها بظهر بندقيته ثم ربطها بشجرة، وزمر مستخدماً بوقاً لإعلام روزفلت للعودة لنيل شرف إطلاق النار عليها.
لكن روزفلت رفض إطلاق النار على الدبة الأنثى؛ إذ وجدها في حالٍ يرثى لها، حيث كانت مجروحة ومصابة بالدوار ومربوطة، فيما ملأت تلك القصة الصحف والجرائد.
إذ كان روزفلت -رغم حبه للحفاظ على البيئة- متعطشاً إلى الصيد، وكان يقود رحلات صيد دائمة بالنسبة للحيوانات، فخلال إحدى جولاته بجنوب إفريقيا قتل أكثر من 6000 حيوان. لكن هذا التصرف الأخير برفض قتل الدب كان موقفاً إنسانياً نبيلاً منه.
وفي ذلك الحين، انتشر رسم كاريكاتيري، لـ'كليفورد بيريمان' في صحيفة The Washington Post تحت اسم 'وضع الحدّ في مسيسيبي'، أظهر روزفلت وقد انحنى سلاحه أمام الدبة العاجزة جاثية على ركبتيها بعينيها الكبيرتين الخائفتين، وكان الرسم الكارتوني للدبة معبراً ويظهرها رقيقة، ومع انتشاره ولدت قصة الدبة تيدي التي ألهمت صناع الألعاب.
أما بالنسبة لاختيار الاسم، فجاء اسم 'دب تيدي'؛ تيمناً بلقب روزفلت الذي اشتُهر به؛ إذ أرسل ميشتوم دمية إلى روزفلت لاستئذانه في استخدام الاسم 'تيدي'.
دُمية عمرها أكثر من قرن
لم يمضِ وقت طويل بعد قصة روزفلت والدبة قبل أن تصبح الدُمية الدب مصدر شغف للعديد من الناس، وظن البعض أن هذا الجنون بالدمية سينتهي بمجرد ترك روزفلت منصبه، ورأى آخرون أن وراءها غرضاً سياسياً، إلا أن هذا لم يحدث مع ترك روزفلت منصبه عام 1909.
ومع النجاح الكبير الذي لاقته تلك الدمية طوال أكثر من قرن، قرر ميشتوم وزوجته روز تأسيس شركة Ideal Toy Company، والتي أصبحت بعد موته أكبر شركة لتصنيع الدمى في الولايات المتحدة.
من التصنيع اليدوي إلى بطولة الأفلام والمطبوعات
بدأ تصنيع تلك الدمى يدوياً بصناعة أذرع وسيقان ورؤوس منفردة ثم تركيبها، كما كانت تثبت عيونها يدوياً بإحكام؛ حتى لا يتعرض الأطفال لخطورة ابتلاعها، ومع محاولة ترويج هذه الدمية في أنحاء الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بدأ التفكير في تصنيعها بشكل أكثر جودة، وساهمت في ذلك شركة Steiff الألمانية، وشركات أخرى في الصين وإندونيسيا.
فيما أصبح العديد حول العالم مهووساً بهذه الدمية؛ إذ ادعت عائلة امتلاكها أكثر من 5000 لعبة دب، اشترتها من مزادات بما يتجاوز 88 ألف دولار. واستمرت شهرة تلك الحيوانات، حتى وصل إجمالي مبيعات الدمية في عام 2006 نحو 1.3 مليار دولار.
كما أصبحت شخصية الدب بطلاً للعديد من الأفلام والبرامج التليفزيونية، مثل: Super Ted، وMr. Bean. كما أنشئت سلاسل دولية لتصنيع دمى الدببة مثل: Rupert، وSooty Paddington، وPudsey Bear.
وصُنعت أشكال وأحجام عديدة لهذه الدمية، كما انتشر وجودها في العديد من المتاحف بجميع أنحاء العالم، كما بيعت الدببة في مزادات، واحداً منها أقيم في متحف بإنكلترا عام 2006، حيث ضم أكثر من 2000 دمية لهذا الدب الشهير.
كما أصبح الدب بطلاً رئيسياً في العديد من الكتب والمطبوعات، مثل: Winnie-the-Pooh، وCorduroy، وTeddy Tells Time Tristan ، وthe Teddy Bear، وTeddy Dressing.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو