إخواننا المصريون يعانون من بطر ديمقراطي على الآخر، ونازلين في الرئيس مرسي سلخ عالطالع والنازل، ولم تسلم عادته التي كان يمارسها قبل أن يصبح رئيسا من النقد والتريقة، فقد جعلوا من حرصه على صلاة الفجر في المسجد قصة وحكاية، كأنه عمل معيب، أو لا يليق برئيس جمهورية، لأنهم لم يألفوا بعد أن يكون لديهم رئيس «شعبي» يعتبر نفسه واحدا من الناس، يطلع عليهم ليقول انه يسكن في بيت مستأجر، ويتحدى أن يكون اشترى سيارة جديدة بعد الرئاسة، ويتحدى أيضا أن يكون تقاضى فلسا واحدا كـ «مياومات» لقاء سفراته، كأني بهم يريدون رئيسا فرعونا يبطش بهم، وكل ذنب مرسي أنه أخ مسلم، وثمة من لا يستطيع ان ينسى هذه «المثلبة» حتى لو حرر مرسي فلسطين والأندلس وسبتة ومليلة والأحواز والاسكندرون!
مرسي ليس فلتة زمانه، ولا معجزة العصر، لكنه نمط جديد من الرؤساء، كل ذنبه لدى خصومه أنه إسلامي، حتى ولو تصرف مع الآخر بمنتهى الليبرالية والعلمانية والديمقراطية، لأن نقطة المؤاخذة عليه ليس ما يفعل، بل لأنه هو الذي يفعل!
خذوا مثلا هذا المشهد الذي نشره «مغرد» مصري على تويتر: أحد حراس مرسي في صلاة الفجر دفع رجلا دون أن يقصد وظل يعتذر للرجل أكثر من مرة ( وطبطب عليه ) .. أدركت في هذا الموقف إننا نسترد كرامتنا بحق، هذا المغرد الكريم التقط مشهد اعتذار الحرس، فيما غيره التقط مشهد الصلاة ذاتها، وقصة الصلاة برمتها أخذت حيزا من خطاب مرسي الأخير، في استاد القاهرة بمناسبة الاحتفال بنصر أكتوبر، حين اضطر الرجل، للمرة الأولى في تاريخ الرئاسات والزعامات العربية أن يوضح ملابسات أدائه للصلاة في المسجد!!
مرسي رد على من ينتقدونه من الذين يردّدون معلومات واتهامات غير حقيقية بهدف إثارة البلبلة، ومنها أن صلاته للجمعة وسط الحشود الأمنية تتكلف 3 ملايين جنيه.. فقال لهم: هل هذا يعقل؟ 3 ملايين جنيه؟.. طيب الركعة بكام؟ إن صلاة الجمعة لا تكلف أي مليم؛ لأن من يقومون بحراسته هم حرّاس الدولة، ويقومون بذلك مقابل رواتبهم، كما ردّ مرسي على أحد الحاضرين بالاستاد، والذي سأله ساخراً: طيب قالوا صلاة الفجر بتتكلف كام يا ريس؟.. فقال مرسي: «دول ما يعرفوش صلاة الفجر»!
طبعا لم يمر هذا الموقف بسلام، حيث أصبح ما قاله الرئيس عن صلاة الفجر قصة وحكاية، وجرى تأويله على نحو ما أول صديقنا ماهر أبو طير انحناءة مرسي أمام قبر السادات، فقد أشعل هذا المشهد جنون النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا أن مرسي «يخرج معارضيه من الدين» تصوروا(!) أحدهم وجه رسالة على تويتر للأقباط قال فيها «أحب أطمن الأخوة الأقباط »مرسي» النهاردة أتريق علينا أحنا كمسلمين» أننا منعرفش صلاة الفجر»....لا متخافوش مش هيقولكم أنتو كفرة لا»/ «ناشط» ثان قال أنه «اتغاظ» عندما سخر الرئيس مرسي من معارضيه، واتهمهم بأنهم «ميعرفوش صلاة الفجر»، متسائلا « إيه لزوم الكلام ده؟ هو ماله بيصلوا ولا مش بيصلوا؟ هم بيصلوا لربنا ولا للرئيس؟ وثمة من هذا «الصنف» من التعليقات كثير!
لن أدافع عما قاله مرسي، فهو لا يحتاج إلى دفاع، ولكن يكفي من ينتقده عارا أن يأخذ عليه أنه يصر على صلاة الفجر جماعة في المسجد، فتلك مرتبة لا يعرفها إلا من ذاق حلاوتها!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو