ارتبط قدوم المنخفضات الجوية، بالعديد من التحذيرات والنصائح، التي توجهها الجهات المعنية للمواطنين، وربما أكثرها تكرارا، المناشدة بعدم التهافت على شراء الخبز والمواد الغذائية والمحروقات، بكميات كبيرة تزيد عن الحاجة بكثير وتخزينها،بالإضافة الى مطالبةأمانة عمان وشركتي «مياهنا» و«مياه اليرموك» أصحاب المساكن، بعدم ربط مزاريب مياه الامطارعلى شبكات الصرف الصحي، واعتبار ذلك مخالفة قانونية، لما تسببه من فيضانات للمياه العادمة في المناهل، واغلاقات في شبكة الصرف الصحي وارتدادات على أملاك الغيرمن المواطنين.
وربط المزاريب إحدى السلوكيات التي تعكس ثقافة مجتمعية ،تجسد الأنانية والنهم الاستهلاكي والاستعداد للإضرار بالآخرين ،والاستهتار بالمصلحة العامة ،وحسب مصادرالامانة فان «90%» من الملاحظات والمشاكل، التي تتعامل معها سنويا خلال فصل الشتاء ،ناجمة عن ربط مزاريب الابنية على مناهل الصرف الصحي.
صور مخجلة تلك التي تنشر في الصحافة، أو يتم تداولها عبروسائل التواصل الاجتماعي، لمشاهد الطوابير والتدافع في المخابز والمتاجر ومحطات المحروقات، عندما يعلن عن منخفض جوي حتى لو كان ضحلا، وهناك من يشتري ثلاثة أو أربعة أمثال حاجته ،وهو بذلك يحرم آخرين من الحصول على حصتهم.
لا نريد اللجوء لاستخدام بطاقة تموينية تحدد فيها كمية المواد الاستهلاكية ،ولكن مطلوب زيادة الوعي،و في أسوا الأحوال لاتتعطل الحياة أو تغلق المخابز والمتاجر أبوابها، حتى لو حدث ذلك فعلى رأي أحد الاخوة المصريين ،يمكن الاستعانة كبدائل للخبز، بالأرز والعدس والمعكرونة ،وهي مواد أساسية موجودة لدى العائلات، وبالنتيجة يرحل المنخفض ويتم رمي الفائض من المواد المخزنة في الحاويات أو تتعرض للتلف.
لا يعقل أن يتم خلال اليومين اللذين سبقا بدء المنخفض الجوي، شراء كميات هائلة من الخبز، حيث ارتفع الطلب بنسبة «100 بالمئة»، وبلغ الانتاج من مادة الخبز العربي أربعةآلاف»طن ،ناتجةعن ثمانية أطنان من الطحين الموحد ،مقارنة مع ألفي طن في الأيام العادية.والهدر هنا لا يقتصر على ما ينفقه المستهلك من جيبه ،بل في هدر كميات إضافية من الطحين المدعوم ، وتكلفة زائدة من مادة الديزل ،حيث يستهلك صناعة طن الطحين «107» لترات ديزل.
يحدث ذلك رغم تأكيدات وزارة الصناعة والتجارة ونقابة أصحاب المخابز، بأنه لا حاجة للتخزين وستواصل المخابز العمل على مدار الساعة، والالتزام بتوفير كميات الطحين المدعوم اللازمة للمخابز، تغطي احتياجاتها لفترة «5 - 7» أيام، وتكررالمشهد في التهافت على شراء المواد الغذائية ، واسطوانات الغاز والكاز والديزل، بمعدلات تفوق الحاجة في الظروف الاعتيادية ،بنسبة تتراوح بين «50 - 100» بالمئة.
وفي مثل هذه المشاهد، لا بد أن يخطر في البال سؤال: كيف يمكن لنا أن نواجه ظروفا أكثر صعوبة من منخفض جوي؟ وكيف يتحمل أخوة عرب لنا ظروفا شديدة القسوة ،بسبب الاحتلال أو الحروب الاهلية والحصار ،كما يحدث في فلسطين وسوريا والعراق واليمن وليبيا ؟
والواقع أن مسؤولية هذه السلوكيات لا يتحملها المستهلك لوحده، فهي مرتبطة بضعف الثقة بالمؤسسات العامة، وعدم الاطمئنان لعدم نقص أو فقدان السلع من السوق ،أو جشع واحتكار وتلاعب بعض التجار ومحطات المحروقات وموزعي الغاز، ولا يغيب عن الذهن فوضى التنبؤات الجوية وعدم دقتها،وما سببته من هلع لدى المواطنين، وارتباك للأجهزة المعنية!
ولا يفوتني بهذه المناسبة ،الاشارة الى تصريح صحفي طريف، يتكرر منذ عشرات السنين مع كل «شتوة» ،يصدر عن الجهات المعنية في القطاع الزراعي ،يؤكد أن «أمطار الخير تبشر بموسم زراعي جيد « !لكن مع ذلك ، بقيت أزمات القطاع الزراعي المزمنة مستعصية !
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو