إلى جانب العديد من الجوانب الأُخرى فإن الأهم في عملية فجر الخميس الماضي، هي أنها نفضت عن العرب كأمة أردية الاستسلام لإيران الفارسية وليس الشيعية التي أصبحت «قدَرَ» هذه المنطقة بعدما هيْمنت على العراق وعلى سوريا.. وأيضاً على لبنان واليمن هيمنة ليس بالواسطة وإنما مباشرة وبعدما سادت قناعة حتى لدى الولايات المتحدة بأنَّ الجمهورية الخمينية هي الرقم الرئيسي في معادلة في الشرق الأوسط ، باستثناء تركيا وإسرائيل ، الذي أصبحت مجرد دولة.
حتى لحظة الإعلان عن عملية «عاصفة الحزم» فإن الإحساس العربي العام ، أي الإحساس الشعبي ، هو أنه لم يعد للعرب وجود على خريطة الشرق الأوسط السياسية وانَّ العصر الفارسي بات هو المهيمن وأنَّ إحتلال عاصمتي الخلافة الأموية والخلافة العباسية سيتبعه اجتياح للمنطقة كلها وقد يصل هذا الاجتياح إلى مصر وإلى بعض دول المغرب العربي رغم أن هذه الدول تبدو بعيدة وليس في متناول اليد الإيرانية.
لقد تمكن الفُرْس الإيرانيون من إحتلال الدول العربية التي إحتلوها تباعاً من خلال إختطاف المذهب الشيعي وتحويل بعض رموزه السياسية إلى « طابور خامس» وهذا هو ما جرى في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي اليمن أيضاً مستعينة بالأساس بالرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح وبالطبع بـ «الحوثيين « الذين حَرَفوا المذهب الزيدي عن مساره والحقوه عنوة بالوليِّ الفقيه في طهران وبالمرجعية الجعفرية الإثني عشرية وعلى غرار ما حصل مع الطائفة العلوية السورية التي جرى اختطافها من قِبَل نظام بشار الأسد ومن قِبَل نظام والده حافظ الأسد قَبلْه الذي هو من أنعش الظاهرة الطائفية في سوريا.
وحقيقة ، وهذه الحقيقة يجب الاعتراف بهَا الآن ، أن هذا الإحساس بعدما إيران فعلت كل هذا الذي فعلته في العراق وسوريا ولبنان واليمن قد جعل بعض العرب السنة ، الذين هُمْ المستهدفون أساساً بالاجتياح الإيراني ، يستسلمون للأمر الواقع ، والمقصود هنا هو بعض القادة وبعد نهَّازي الفرص وجعل كذلك بعض رموزهم يبادرون إلى وضع أنفسهم في القاطرة الإيرانية وجعلهم يصابون بداء « الإسْتلابْ» ويرفعون أيديهم عالياًّ على أنَّ العصر الفارسي قد أصبح قضاءً وقدراً !!
كان «الفرس» ينتظرون إستكمال سيطرتهم على اليمن ليبادروا إلى تحريك «طابورهم الخامس» في العديد من دول الخليج العربي ولإحتلال هذه الدول من داخلها وبدون جيوش زاحفة وهذا هو ما كان حصل في العراق وسوريا وفي لبنان وما كاد يحصل في اليمن ويقيناً أنه لو لمْ تأت مبادرة «عاصفة الحزم» فإن الهيمنة الفارسية كانت ستنتقل إلى دول عربية أخرى طالما أنَّ الوجدان القومي العربي قد إقترب من حالة التلاشي وطالما أن الولايات المتحدة ومعها دول الغرب كلها قد «شطبت» العرب أو كادت من حساباتها وباتت تعتبر أن إيران قد أصبحت ركيزة مصالحها الحيوية في هذه المنطقة.
وهنا فإن ما يجب أن يقال هو أن ما جرى فجر الخميس الماضي ، يمكن إعتباره «ذي قار» جديدة فهدف هذه الوثبة العربية ، التي عقد العرب لواءها للمملكة العربية السعودية ، هو التمدد الإيراني – الفارسي الذي تجاوز كل الحدود وهو إستعادة العرب ثقتهم بأنفسهم وبأمتهم وهو نفْضُ غبار الخوف «والاستلاب» عن أنفسهم وهو القيام بهجوم معنوي معاكس لإفهام الإيرانيين بأننا نقبلهم كأخوة وشركاء في هذه المنطقة وليس كمحتلين ومستعمرين وأصحاب إمبراطورية مهيمنة !!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو