الوكيل- نظمت جمعية الطموح الأردني مساء الأربعاء الماضي محاضرة تحت عنوان «مبادرة زمزم والدولة المدنية»، في مركز الحسين الثقافي، حاضر فيها الدكتور رحيّل الغرايبة المنسق العام للمبادرة الأردنية للبناء «زمزم».
اشار الدكتور رحيل الى أن طبيعة الدولة في الفكر الإسلامي السياسي «دولة مدنية»، بذاتها منذ نشأتها الأولى، فالإسلام يوجه المجتمع كله بخطاب جماعي من أجل أن يحسن إدارة نفسه وفقا للمبادئ الإدارية السليمة، ويحسن اختيار أصحاب السلطة والمسؤولين ممن تتوافر فيهم معايير الاختيار الصحيح التي تتوافق مع العقل والمنطق والخبرة.
وأوضح ان الإسلام ينفي وجود «رجال الدين» الذين يحتكرون المعرفة والعلم والفقه، وينفي منطق الوصاية على الدين، ومنطق الوصاية على الحق، ومنطق الوصاية على السلطة، ومنطق الوصاية على المجتمع، من أية جهة كبيرة أو صغيرة؛ شعبية او رسمية، بل ينبغي معرفة ما هو معلوم من الدين بالضرورة بان المجتمع كله هو صاحب الولاية العامة، بموجب الخطاب التكليفي العام الذي جاء بصيغة العموم الذي يخاطب جميع المكلفين «العقلاء» على درجة سواء.
وبيّن أن الإسلام يملك دورا كبيرا ومهما في بناء المجتمع العربي الإسلامي وفي صناعة نهضته الشاملة، ولن يستطيع فريق مهما أوتي من سلطة ونفوذ تجاهل هذا الدور، وأن الجهود المبذولة في هذا الشأن سوف تكون في دائرة العبث التي تعوق تقدمنا نحو المستقبل ولا بد للعلماء والمفكرين وأصحاب الاختصاص والحكمة من تطوير الخطاب الإسلامي المتعلق بمفاهيم الدولة والسلطة وادارة المجتمع البشري، وبناء العلاقات الإنسانية.
وأكد ضرورة احترم الاختلاف، ونشر الصورة الصحيحة والفهم الحقيقي عن الإسلام الذي يدعو للمجتمع المدني والدولة المدنية، فالإسلام جاء ليحسن قدرة العقل على التعامل مع الموجود وقدرته على التفكير ويصقل الوجدان ويعيد بناء النفس، لكن عندما يبنى هذا المجتمع فهو الذي يختار طريقته في إدارة نفسه بأفضل ما يمكن أن تكون الإدارة، ولذلك كل من هو في المجتمع يستطيع أن يقدم إنجازا ومشاركة في بناء الدولة بغض النظر عن دينه وعقيدته فهو جزء من هذه الأمة.
وفي رده على مداخلات المشاركين في المحاضرة واستفساراتهم حول مبادرة زمزم، أوضح الدكتور أن مبادرة «زمزم» تضع قدما ثابتة على طريق بناء المشروع الوطني، ونحن بحاجة إلى منهج جديد في التفكير، وفلسفة جديدة في العمل، تقوم على منهجية تشاركية ترتكز على التعاون وتعظيم مساحات التوافق وتقليل منسوب التوتر، والاستغناء عن كل أساليب المناكفة والمشاكسة، وعدم الاكتفاء ببذل الجهد بإثبات عجز الآخر، والخروج من اطار الشكوى واجادة النقد والاتجاه نحو البناء والنهوض على كافة المستويات.
العرب اليوم
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو