هل قدم جلالة الملك عبدالله الثاني إجابة مبدئية على سؤال الهوية الأردنية؟ ربما تكون هذه قراءة مغايرة لكل القراءات التي تناولت حديث الملك خلال زيارته الاثنين لكتيبة المظليين 81 / لواء الأمير الحسين بن عبدالله الثاني - الصاعقة 28 الملكي، إذ كانت المضامين تشير الى حال الأردنيين بعد أن تنكر الجميع له، كيف؟
نعود للأساس؛ يجب ان نعود إليه دوما، ونقول إن نشوء الدولة الأردنية ضمن هذه الحدود الجغرافية والجيوسياسية كان أمرا مستحيلا، لكنهم الهاشميون، ثبتوها على خارطة العالم، وثبتوا فيها نظاما سياسيا إنسانيا غير صدامي، يتماهى مع شرعة حقوق الانسان ومع مبادىء وتعاليم قيم أمته العربية والاسلامية، واحتفظ بكل مبادىء الحرية والكرامة واحترام الآخرين وعدم التدخل في شؤونهم، وقدم للمنطقة كل جميل على أكثر من صعيد، وتحمل الفاتورة الأكبر من كلفة القضية الفلسطينية، وفتح قلبه وبابه لكل العرب رغم كل خناجر الغدر.
ما الذي تغير؟
العالم كله تغير وتنكر للأردن، ولمواقفه الكبيرة التي جاءت على حساب أمنه الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، بل وعلى حساب خبز مواطنيه، وبات الأردن قاب قوسين من انهيار اقتصادي، ولا أحد يفي بما التزم به، بل إن بعض الدول تكافىء الأردن الآن على مواقفه بمزيد من ضغط وتهديد، ولعل موقف النظام السوري وتصريحات بعض مسؤوليه بشأن عدم ترحيبهم بعودة مواطنيهم في الشتات الى بلدهم،موقف يعبر عن استهداف الدول التي استقبلت اللاجئين السوريين.. !
من المنطق أن تعتمد الدول على نفسها، لكن الأردن تحمل أعباء فوق طاقته، واستقبل خمس عدد سكانه الحاليين في وقت وظرف قياسيين، وهذا بحد ذاته أمر شبه مستحيل في تاريخ الهجرات البشرية لأسباب قسرية، فنزوح ملايين السوريين الى الحدود ثم لجوؤهم الى الأردن لم يقابله الأردن بموقف قاس، بل اعتبره موقفا إنسانيا أخويا ولا يملك أن يغلق حدوده في وجه فار من الموت، فكيف يفعلها في وجه مواطن عربي سوري ؟ ..وبهذا الموقف تعرض الأردن لأقسى أنواع الاختبارات، حيث لا ماء ولا بنى تحتية مؤهلة لاستقبال هذا الحشد من الناس، علاوة على عدم استقرار الظروف الاقتصادية والأمنية لتتحمل الدولة الأردنية تحديات أخرى على هذا الصعيد، حيث حجم المشكلة السورية وفظاعتها تورث مواطنيها اللاجئين مشاكل أمنية وسياسية واقتصادية تهدد دول اللجوء.
الملك تحدث عن واجب الدولة تجاه مواطنيها، وميزهم عن غيرهم، وهذه التقاطة مهمة يجب ان نتوقف عندها، فهي المرة الأولى التي يتحدث فيها جلالة الملك عن سؤال الهوية، لكن بإجابة مباشرة عن حقوق الاردنيين بالعيش في بلدهم والتمتع برعاية دولتهم لهم، وهذا يقودنا الى توقعات يجب على الحكومة أن تفصح عنها سريعا، بل تستغلها وتترجمها على أرض الواقع، لأنها فرصة ذهبية للإجابة على نصف سؤال حول الهوية الأردنية، التي كانت غارقة في الأطر العربية والقومية والأممية أيضا، وعلى حساب أمنها واستقرار حياة مواطنيها، فنسبة كبيرة من سكان الأردن لاجئون وتعاملهم الدولة كما تعامل مواطنيها، حتى إنها منحت الجنسية لكثير من هؤلاء الناس، علما أنها دولة ما زالت تقوم بدور رعوي لمواطنيها فتدعم سلعا وتقدم خدمات مجانية وشبه مجانية لمواطنيها ولغيرهم، وهذا انفاق يتجاوز ربع موازنتها في الحقيقة، وربع آخر تقريبا يأتي من الدعم الدولي، وهو أيضا توقف كما نفهم من التصريحات والمواقف الدولية، لا سيما بعد بروز تحالفات استثنت مواقف ودور ووجود الأردن، وتجاهلت كل تضحياته وأزماته التي تسببت بها تلك الأطراف المتحالفة !
على الحكومة أن تستخدم «الهوية» وهي بطاقة الأحوال في سعيها لتوجيه الدعم لمواطنيها، وأن تشرع في إجراءات ومواقف تجيب عمليا على باقي سؤال الهوية الأردنية، التي أصبحت في ظرف يتطلب تحديد ملامحها بعد كل هذا التدفق البشري الى الأردن، وكل هذا النكران الدولي..
أجيبوا على سؤال الخبز والهوية معا، واستخدموها في صرف دعم الخبز وفي محطات الوقود وان استطعتم استخدموها في الدكاكين، فالأردني أصبح لاجئا في وطنه بسبب لعبة الحروب وقتل الشعوب وتشريدهم .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو