الجمعة 2024-12-13 23:37 م

سِنّ الحكمة و العشق

07:45 ص

إنك في سنّ الحكمة..وعليك الآن أن تكون مسؤولاً عن هذه السنّ ..! إيّاك أن تعتقد أن المسؤولية تكمن في الكشرة و النكد..بل في الموسيقى و اشعال القلب..في فتح النوافذ على كل ما له علاقة بك ؛ ليتجدد الهواء و تستطيع بعدها أن تغمض عينيك في المنتصف و تمدّ يديك كمسطرةٍ على جانبيك كما كنت تفعل في طابور المدرسة ..و تأخذ أنفاساً عميقة ؛ تشهقها و تزفرها ..!



سنّك هذه ..و شيبك الذي يتمادى على سوادك ..و ابتسامة عينيك ..آه على ابتسامة عينيك ..! أتذكر كيف أطاحت بعروش نساء هذه الابتسامة ..؟ أتذكر كيف قضت كثيرٌ منهنّ أياماً وليالي وهنّ يحاولن تفسيرها..يحاولن الافلات من سحرها ..يحاولن الهروب منك ..ولكنهنّ مهما قطعنَ من الغياب يعُدن إليك و الشيبُ يخفينه تحت الحنّة و الميش..!


ما زلتَ تكابرُ ..؟ ترى نفسك عظيمة ..يركبك الغرور ..ولا تتعامل إلاّ بأنانيتك المفرطة ..تأخذ ولا تعطي ..؟! يا رجل ..سنّك الآن تتيح لك أن تُدخل القلبَ في الطمأنينة ..وشيبك هو جواز مرورك للنضج إن كنتَ تودّ أن ترى نفسك ناضجاً ..! دعك من الصعلكة ..دعك من النطنطة ..دعك من فنجان قهوةٍ ترتشفه وأنت تسرح في عيني امرأةٍ تستقوي عليك عند المغادرة ..! يا لشيطنتك ..! تريد أن تبقى طفلاً لا يكبر؛ كي تمارس بكاءك على صدر كلّ شيء وكأنك تستمتع بدور الناشج ..!


اكبرْ أيّها الطفلُ الشقيُّ ..تناولْ عمرَكَ واسبحْ به ..فالنساء لسن تجارب لك ..وأنت أيضاً لستَ تجارب لك ..التجريبُ تخريبٌ إن لم يمارسه العاشق الفارس..وأنت فارسٌ فمارسْ عشقك ولا تهذِ كي لا تربك نفسك فيرتبك كونُكَ من حولك ..!


فناجينُ قهوتك الجديدة..و عيونُ حبيباتك المتوسقاتِ على أنغام فيروز ..وشيباتُك التي تتسابق لغزوِك من الجهات الستّ ..و حبّاتُ البَرَد و المطر..وقلبُك الذي يصدع بالتمرّد ..وبعضٌ من خجلك الذي يتبدّدُ على وقاحة السنّ الحكيمة ..كل هذا و أكثر يقول لك : ستبقى طفلاً مهما كبرت ..و ستبقى تبحث عن الدلال حتى وأنت تحت سياط الجلاّد..!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة