حين اندلعت الأزمة السورية قبل عامين، كنت من ضمن الكتاب ممن وقفوا جهارا مع سوريا الدولة والشعب والمؤسسات...وكان هناك من السياسيين والكتاب الذين بشروا بسقوط سريع للنظام وبانتصار كاسح للثورة..
النظام لم يسقط والثورة لم تنتصر، وجيش سوريا بالرغم مما قيل وما سيقال ما زال يقاتل..والسؤال الذي أود طرحه هل هو أمر محرم على الأردني أن يؤيد سوريا الدولة والمؤسسات؟ وأن يرى في النظام الحالي مشروعا مقاوما؟ بالمقابل محلل لغيره أن يهاجم النظام ويصفه بكل وصف مشين في الدنيا.
المؤسسة الرسمية والأمنية الأردنية لم تسأل أردنيا ولم توجه أردنيا، ولم تحاسب أردنيا على موقفه من سوريا، وجميع من ذهبوا إلى دمشق والتقوا الرئيس الأسد..لم تقم الدولة بتوجيه سؤال واحد لهم،وتركت الناس أحرارا في مواقفهم وتركت الإعلام يحدد وجهته من سوريا تبعا للضمير القومي وتبعا لإرادة كل قلم...بالمقابل من قام بمحاولات تشويه المواقف وإقصاء الناس واتهامهم بالعمالة،....هم أنفسهم من سقطت رهاناتهم على مرسي ومن وجدوا في الربيع العربي تارة موجة للركوب، وتارة موجة لتأسيس مراكز من أجل القبض، ومن وجدوا في الحالة الفوضوية التي تسود العالم العربي مناخا خصبا لفك تحالفاتهم مع الدولة وإسترضاء الغير عل المستقبل يحملهم لمراكز القرار...هزموا جميعا بربيعهم العربي بأحزابهم الإقصائية بمراكزهم وبكل المسيرات التي اشعلوها في عمان.
لم يقم أي كاتب أردني للان بتوجيه كلمة تقدير ولو بسيطة للنظام السياسي الأردني وللمؤسسات الأمنية والإعلامية،كلمة تقدير على أنه تحمل ضغوطات هائلة تصل حد التجويع والتهميش..لقاء توجيه الشارع وتوجيه الموقف الأردني كاملا ليكون في خانة ما يسمى بالثورة، وفي خانة الجغرافيا المفتوحة لتدفق السلاح والمال....ومع ذلك كله لم يتورط إعلام الدولة، ولا حتى رجالاتها بتوجيه أحد أو الضغط على أحد. ما الذي يحدث الان؟...الذي يحدث الان هو حقيقة دامغة كنا نقولها قبل عامين ولم يصدقنا أحد، وهي ما يلي أن النظام في سوريا ليس هشا ولا ضعيفا كما تصور البعض وأن الربيع العربي سيختم فصوله الملتبسة والغائمة على بوابات دمشق، وأن الذي يحدث أبعد من ثورة..هو تدمير ممنهج للدولة السورية، عبر زج كل مخلفات الإرهاب الأعمى والتكفير وأكل القلوب البشرية..في مدن سوريا الجميلة...كنا نقول دوما أن العالم في لحظة من اللحظات سيمتلك ضميره الحي...وأن الصين ليست قوة عابرة ومهمشة وأن ضميرها بعد تدمير العراق وحرقه، ربما استفاق على واقع الظلم الذي تعيشه سوريا...كنا نقول أن المصالح ليست كل شيء، ولو أرادت روسيا جني دولارات ومكاسب اقتصادية لقاء تجارتها بالموقف في سوريا...لتم ضخ المليارات في بنوكها. من كان يظن أن وليد المعلم سيقف بعد (3) أعوام من القتل والتدمير وإستهداف كل مؤسسات سوريا سيقف على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة ويفضح بعض الأدوار أو كلها..ويلقي خطابا لايقل جرأة عن خطاب فاروق الشرع حين وجه صفعة مدوية في بداية التسعينيات.
على الاخوان المسلمين وبعض القوى، وبعض من امتهنوا التمويل الأجنبي أن يدركوا أن موقف الأردني من النظام السوري ومما يحدث في سوريا لا يقع في باب التنفيع..لا يقع في باب تأييد الإجرام، وأن موقفه نابع من ضمير ووعي قومي وبسالة وإقتدار..عليهم جميعا أن يدركوا أن الذين وقفوا مع سوريا لديهم ضمير أيضا وقلب حي حر... وسوريا كدولة :- موقفك معها في اللحظة الصعبة هو أثمن من الدولار وأثمن من كل ذهب الدنيا...وعلى الجميع أن يدرك أيضا أن دم الشهداء في سوريا سينتقم ممن يدعون لفتح باب الجهاد في دمشق ويتركون غيرها، ممن يستعملون المساجد والمنابر لحشد الناس وتثويرهم لقاء مكسب حزبي أو مكسب تنظيمي.
لنعترف أن صمود سوريا (3) أعوام في وجه هذا القتل والتدمير والنهب والسلب وأكل قلوب البشر هو بحد ذاته إنتصار...وسوريا انتصرت وبالرغم من كل الخراب فهي لن تنسى من وقف معها..وتدرك أن الموقف الحي الحر هو أداة لبناء كل ما تهدم وكل ما دمر...
لو أنهم جعلوا قلوبهم بوصلة تحدد الموقف من دمشق لما تورطوا بكل هذا ولكنهم جعلوا الإنتقام...وكل من لا يحكم قلبه في الحب خسران.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو