الأحد 2024-12-15 02:46 ص

شؤون الأسرى: ملیون فلسطیني ذاقوا مرارة التعذیب

03:20 م

قالت ھيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير لھا أصدرته بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب الذي يصادف في 26 حزيران من كل عام، أن جميع من مّروا بتجربة الاعتقال من الفلسطينيين والذين يُقدر عددھم بمليون فلسطيني، ذكورا واناثا، صغارا وكبارا، قد تعرضوا لشكل أو أكثر من اشكال التعذيب الجسدي والنفسي والإيذاء المعنوي والإھانة أمام الجمھور أو أفراد العائلة، فيما تعرضت الغالبية منھم لأكثر من شكل من أشكال التعذيب والتي تجاوزت الثمانين شكلاً.


واضافت الھيئة: أن قوات الاحتلال لجأت للاعتقالات التعسفية كأداة للقمع والتنكيل وبث الرعب والخوف لدى الفلسطينيين، وانتھجتھا وسيلة للعقاب الجماعي والحاق الخراب بالمجتمع الفلسطيني، وجعلت من سجونھا ومعتقلاتھا أمكنة لقمع المعتقلين وردعھم وأداة لقتلھم معنويّا وتصفيتھم جسديّا، وإلحاق الأذى المتعمّد بأوضاعھم الصّحّية وتحويلھم إلى جثث مؤجّلة الدّفن، ومارست التعذيب بحقھم في اطار سياسة الاحتلال رسمية وممارسة ممنھجة في كل الأوقات والأزمنة، وبحق المعتقلين .

يذكر بأنه يصادف في 26 حزيران/يونيو من كل عام 'اليوم العالمي لمناھضة التعذيب ومساندة ضحاياه'، وھو اليوم الذي أقرتھ الجمعية العمومية للأمم المتحدة بتاريخ 12 ديسمبر من عام1997 ،باعتباره يوما لتفعيل اتفاقية الأمم المتحدة لمناھضة التعذيب التي بدأت بالتنفيذ الفعلي بتاريخ 26 حزيران عام 1987م .

واشارت الھيئة في تقريرھا إلى أن دولة الاحتلال تشكل حالة فريدة وشاذة في ممارسة التعذيب، الجسدي والنفسي، في تعاملھا مع المعتقلين بھدف تدمير الإنسان الفلسطيني ، وھي الدولة الوحيدة في العالم التي شرّعت التعذيب قانوناً في سجونھا ومعتقلاتھا، وكفلت الحماية القانونية والحصانة القضائية الداخلية لمقترفيھ، مما فتح الباب على مصراعيھ لاقتراف مزيد من جرائم التعذيب في سجون الاحتلال.

ويحظى محققون الاسرائيليون بحصانه في ممارسة التعذيب تحت غطاء قانون (اعفاء المخابرات من توثيق التعذيب بالصوت والصوره) ولم يقدم اي محقق للمحاكمة حول جرائم تعذيب مما شجع على استمراره بحق المعتقلين الفلسطينيين.

وقالت الھيئة وفقا لمصادر مؤسسات حقوق الانسان ان اغلبية الشكاوي المرفوعة للجھاز القضائي الاسرائيلي بخصوص استخدام التعذيب لم يتم البت فيھا، مما دفع منظمة بيتسليم لحقوق الانسان في اسرائيل الى مقاطعة رفع الشكاوي الى الجھاز القضائي الاسرائيلي بسبب عدم اجراء اي تحقيق جنائي حول ھذه الشكاوي.

وكشفت الھيئة الى أن تعذيب الأسرى في سجون الاحتلال قد تضاعف في السنوات الأخيرة، وذلك من حيث قسوة التعذيب وبشاعة أساليب المُعذبِين، وتنوع أساليب التعذيب 'النفسية والجسدية'، وتعدد الأشكال المتبعة وكثرتھا مع الشخص الواحد، ومن مختلف الفئات العمرية. فضلا عن إطالة فترة التعذيب والعزل الانفرادي والضغط النفسي. وذلك تحت ذريعة الحصول على معلومات أو اعترافات أو أن الأسير المذكور يشكل 'قنبلة موقوتة'.

وأكدت ھيئة شؤون الأسرى في تقريرھا بأن التعذيب لا يقتصر على فترة التحقيق لغرض انتزاع الاعترافات –كما تدعي سلطات الاحتلال- وانما يستھدف تدمير الاسير من الداخل وضرب ھويته الوطنية والنضالية ونزع انسانيته كسياسة انتقام من كل من قاوم الاحتلال.

وقالت الھيئة ان التعذيب يبدأ من لحظة الاعتقال ويستمر طوال فترة الاعتقال ولا تنتھي أثاره وتبعاته بخروج المعتقل.

كما وكان سببا في استشھاد (71 ) أسيرا داخل سجون ومعتقلات الاحتلال منذ العام 1967 ،ومنھم على سبيل المثال لا الحصر يوسف الجبالي، قاسم أبو عكر، إبراھيم الراعي، عبد الصمد حريزات، عطية الزعانين، مصطفى عكاوي، وعرفات جرادات وغيرھم. ھذا بالإضافة إلى العشرات من الأسرى الذين استشھدوا بعد تحررھم متأثرين بما ورثوه عن التعذيب، فضلا عن أن عشرات آخرين من الأسرى والأسرى المحررين لا يزالوا يعانون من اعاقات جسدية ونفسية جراء ما مُورس بحقھم من تعذيب.

وبيّنت الھيئة بأن التعذيب- جسدياً كان أم نفسياً- تحت ذريعة الحصول على معلومات، أو بحجة القضاء على 'القنابل الموقوتة'، يعتبر انتھاكا أساسيا وخطيرا لحقوق الإنسان، وجرماً فظيعاً وبشعاً يرتكب بحق الإنسانية.

ويعتبر التعذيب جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية وفق القوانين الدولية والانسانية وخاصة وفق ميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية واتفاقيات جنيف الرابعه، وان قانون العقوبات الاسرائيلي يخلو من المحاسبة على جرائم الحرب ومنھا التعذيب، مما جعل الاحتلال كسلطة محتل دولة فوق القانون, ومستھتره بالعداله الانسانية, حيث تجعل من قوانينھا المحلية أعلى من القوانين الدولية.

وطالبت الھيئة في تقريرھا كافة المؤسسات الدولية الى التدخل العاجل لوقف التعذيب في سجون الاحتلال الإسرائيلي وحماية المعتقلين، وملاحقة المُعذبين الإسرائيليين ومحاسبتھم وفقا لما ينص عليه القانون الدولي، والعمل على مساندة ضحايا التعذيب من الفلسطينيين وضمان توفير حياة كريمة لھم ولذويھم.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة