السبت 2024-12-14 15:49 م

شاهد بالفيديو ما جرى مع أب عثر على ابنه الهارب من سجن الأسد

02:45 م

في لحظة اختلطت فيها آلام التعذيب والفقد، بفرح وسرور اللقاء، استطاع والد أحد المعتقلين السابقين في سجون النظام السوري، العثور على ولده والاجتماع به، فكانت لحظات مؤثرة للغاية لا يمكن وصفها، بحسب متابعين، حيث قفز المعتقل السابق، ليحتضن ويعانق والده ويقبّل يديه وقدميه، بعدما فوجئ بحضوره.


 

ويظهر أحمد حمادة، المعتقل السابق، والذي تمكّن من الهرب من سجون النظام السوري، عام 2013، رغم ما تعرض له من تعذيب شديد هو ورفاقه، ورغم الحراسة المشددة ووجود قنّاصين للنظام في الجوار، في فيديو منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، في الساعات الأخيرة، ويظهر فيه أبوه، وقد نجح بالعثور عليه.

 



ويفتح الأب ذراعيه لمعانقة ابنه، الأخير الذي يقفز بين قطع خشب النجارة البادية في الفيديو، ليرتمي بين أحضان أبيه، في مشهد مؤثر يعكس القسوة وآلام الفقد التي عانى منها، الاثنان معاً، فيقوم أحمد بمعانقة أبيه ثم تقبيل كتفيه ويديه، ثم ينحني أرضاً، مصرّاً على تقبيل قدمي والده الذي انحنى معه، ليمنعه من ذلك، ليصرّ الابن، أكثر وأكثر، ثم يتكرر إصرار رفض الأب، فيتّحد الاثنان، بضراوة التعبير عن فرحة لقاء، بين ابن اجتمعت فيه آلام التعذيب التي لا توصف، في سجن النظام السوري، وآلام الاقتلاع والتهجير القسري من بيته وأهله وذكرياته وطفولته، وأبٍ هام في البلاد بحثاً عن فلذة كبده.

 

وبدا أبو أحمد، متأثراً إلى أبعد الحدود، خاصة أن نحيب ابنه ملأ المكان، فأخذ هو الآخر بتقبيل يدي ابنه، حتى التي كانت إحداهما، مغطاة بقفّاز خاص يوضع للوقاية من مخاطر العمل. وسمع صوت ملتقط الفيديو عبر الموبايل، وهو يبكي متأثراً.


وفيما لم يعرف تاريخ التقاطه، فإن الفيديو يظهر أحمد حمادة، المعتقل السابق في سجون النظام السوري، وهو من أهالي "سقبا" في ريف دمشق، والتي ولد فيها عام 1986. وكان من أوائل المتظاهرين على نظام الأسد، فاعتقله بتاريخ 8 يوليو/تموز عام 2012، وتعرّض لتعذيب شديد جسدي ونفسي، ثم تمكّن من الهرب، ومجموعة من رفاقه المعتقلين، بتاريخ 2 سبتمبر/ أيلول عام 2013.

وأدلى حمادة، بشهادته المفصّلة لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا، وهو المركز الذي أسسته الناشطة الحقوقية والمعارضة السورية رزان زيتونة، والتي اختطفت في ظروف غامضة في ريف دمشق، منذ عام 2013، ولم يعرف مصيرها، حتى اللحظة.

وكان حمادة معتقلاً في فرع المخابرات الجوية، في منطقة "حرستا". وهو أحد أكثر أجهزة نظام الأسد، وحشية وقسوة، وقضى في زنازينه آلاف المعارضين تعذيباً، أو بالإعدام المباشر. وذكر مركز توثيق الانتهاكات في تقرير رسمي صدر في سبتمبر عام 2013، أن قصة هروب حمادة، ورفاقه، من سجن النظام، كانت أقرب "للخيال".


وتمكّن حمادة من الهرب، وأربعة من رفاقه المعتقلين، هم: موفق الجندلي، فواز إبراهيم بدران، حسان نصر الله، لؤي كمال بللور، وعاد إلى منطقته "سقبا" بريف دمشق. إلا أنه انتقل من الاعتقال والتعرض لأقصى درجات التعذيب، إلى التهجير القسري، حيث كان من جملة الآلاف التي هجّرها نظام الأسد، قسرياً، من ريف دمشق، ما بين شهري مارس وأبريل، من العام الجاري، بعد هجوم واسع شنه النظام السوري وحلفاؤه الإيرانيون والروس، على المنطقة التي كانت مشمولة باتفاق خفض تصعيد.

وذكر حمادة، من جملة ما شاهده في الاعتقال لدى المخابرات الجوية التابعة للنظام، أن أحد رفاقه المعتقلين، ويدعى عبد المعين الشارط (أو الشالط) قد قضى تعذيباً، أمام عينيه، بعد تذويب البلاستيك وتنقيطه على جسمه، فلفظ أنفاسه الأخيرة، تعذيباً وألماً فاق التحمّل.


وقال حمادة، إن محققي النظام، كانوا عرّضوا عبد المعين الشالط، لتعذيب شديد، قبيل مقتله. وكان هذا التعذيب، عبارة عن كتابة اسم بشار الأسد، بالبارود المخصص للمقذوفات المتفجرة، على صدره، ثم إشعال ذلك البارود، بدم بارد، على جسم الرجل الذي احتمل احتراق حروف اسم بشار الأسد على لحمه، إلا أنه قضى عندما نقَّطوا عليه البلاستيك السائل عالي السخونة.


هذا وقد أكّد مركز توثيق الانتهاكات، عام 2013، مقتل عبد المعين الشالط، مع مجموعة أخرى من المعتقلين الذين أعدِم بعضهم رمياً بالرصاص.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة