الجمعة 2024-12-13 17:59 م

شطب صندوق استثمار الضمان

10:42 ص

ظل المدراء الذين تعاقبوا على إدارة صندوق استثمار أموال الضمان الإجتماعي تحت الضغط الذي لم يستثن منهم أحدا , لذلك لم تكن فترة إقامتهم في الصندوق طويلة كما أنها لم تتصف بالهدوء .

الضغوط داخلية كانت أم خارجية لها أسباب مبررة من ناحية فهم في واجهة المسؤولية عن مدخرات الشعب الأردني , ومن الطبيعي أن يبقوا في عين دائرة الإهتمام , لكنه غير مبرر من ناحية ثانية , لأن إدارة أموال تتمتع بهذا الحجم من الحساسية تحتاج الى بيئة هادئة لا تسمح بالتسرع وتطلق في ذات الوقت القدرة على الإبتكار والإبداع لكن ليس بعيدا عن الرقابة , والرقابة كانت ولا تزال دائما حاضرة وبقوة فمن يعرف أسلوب إدارة الصندوق يعرف أن دور مديره يكاد يقتصر على تقديم الإقتراحات ليس أكثر لان آلية اتخاذ القرار الاستثماري لها طابع مؤسسي وليست مرتبطة بشخص او بلجنة ، والسياسة الاستثمارية للصندوق محكومة بمحددات يضعها مجلس إدارة المؤسسة ويشرف على تنفيذها مجلس استثمار أموال الضمان .
منذ تسلمت إدارة جديدة في الضمان مهامها ووجهت بهجوم لا يزال مستمرا وهو إن كان يستهدف أشخاصا الا أنه يكاد ينجح لإحداث تغييرات هيكلية في مؤسسة الضمان قد تعود بالندم على البلاد والإقتصاد كما عبر عن ذلك رئيس الوزراء نفسه .
من المثير أن يقود القلق الذي تبديه بعض الأوساط على أموال الضمان الى قرارات لن تصب في مصلحة هذه الأموال وطرائق إدارتها واستثمارها التي تتطلب نوعية مختلفة من التمثيل تتجاوز مفهوم أصحاب المال أو من يمثلونهم - وهو ما يحتاج لإعادة نظر لكن لا بأس بذلك إن كانت التشكيلة قاصرة على المجلس فقط , بينما سيكون إسقاطها على هيئة الاستثمار قضية تحتاج لأن نتوقف عندها كثيرا .
ليس سرا أن ضغوطا كانت تمارس منذ وقت طويل جدا الى أن وصلت الى مجلس النواب لتغيير الشكل الراهن لشكل الإدارة بما ينهي استقلالية الوحدة الإستثمارية غير المستقلة كليا وتحويلها الى إدارة تابعة .
نجاح الضغوط هي نجاح تيار الإسترضاءات الشعبية بحجة تحصين المؤسسة وتقويتها , وهو ما تقوم به بالنيابة بيروقراطية مبالغ بها تجاه القرار الإستثماري الذي يمر بمراحل معقدة جمدت مرونة يفترض أن يتمتع بها مجلس إدارة صندوق الضمان وجهازه التنفيذي ويحد بالضرورة من إجتهادات أو أفكار استثمارية للجهاز التنفيذي .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة