الجمعة 2024-12-13 12:29 م

شلل الحكم!

06:54 ص

عجيب كيف يدور الزمان!.
فقد تعرفنا الى وزير الخارجية عبدالعزيز توتفليقة عام 1965 في القدس، ممثلاً للرئيس بومدين في افتتاح المجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير.. كان شاباً شبه اشقر بعينين زرقاوين، ولغة عربية جيدة، ولعلها صدفة رائعة ان يكون في المناسبة ذاتها صديق هو منصور الاطرش ابن الزعيم الثائر سلطان الاطرش ممثلاً للفريق الحافظ.. وكان الوزيران ابهى ضيوف المؤتمر!.

والتذكر احيانا يساعد على الاقتراب من الحادث السياسي، فجلوس الوزير الاميركي كيري الى جانب الرئيس بوتفليقة اعاد الينا صورته الشابةفي القدس، والمترجم بينهما: هذا يتحدث بالفرنسية والآخر بالانجليزية فيما اختار المحيطون بالمناضل الشيخ القومندان بوتفليقة ان يجعلوا من المناسبة اول ظهور حي للرئيس المريض والمرشح للمرة الرابعة رئيساً للجزائر!!.
ترى لماذا يصر توتفليقة على ان يكون الرئيس المريض وكان قبل ثلاث رئاسات الرئيس اللامع الذي انقذ بلده من مذابح داخلية خسر فيها مائتي الف ضحية؟!
لماذا الرئيس المريض وقد كان وزير الخارجية المهاب للجزائر المهابة؟! وكان قبلها احد قادة الثورة العظيمة اعظم نضالات التحرر العربية والافريقية؟!
لقد خسرت الجزائر قادة عظاماً دون مبرر: بن بيلا اول رئيس، واخطر سجين في الواحات، ومحمد خيضر المقتول في اوروبا، الى كريم بلقاسم الذي كان المفاوض في ايفيان، وقائد ولاية في الثورة وقد شهدنا مأساة التعرف اليه في فندق صغير بفرانكفورت حيث سرق قاتله هويته، واسمه وجنسيته وقام الامن الالماني بجمع كل الذين صادفهم في الحي من اصحاب الملامح الشرقية ليتعرفوا على القائد العظيم!! ثم بوضياف الذي كانت رئاسته كخلافة ابن المعتز يوماً وليلة، وقضى بالرصاص الجزائري.. مع الأسف!!.
قد تكون الجزائر بحاجة الى رئاسة بوتفليقة، ولكن لماذا لم يعمل الرجل الذي ناهز ثلاثة ارباع القرن من العمر على صنع خليفة له يحمل الحكم بما يليق بتبعاته؟!.
وهل الاستقرار يعني ابقاء الجثة المشلولة سنوات أخر في موقع الرئاسة المطلقة؟!
فقط في وطننا العربي نذهب الى معركة المستقبل بنصف جندي في نصف دبابة!! وبقادة اكلهم الشلل الدماغي!!.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة