الأحد 2024-12-15 00:50 ص

صراع على السلطة أم اصلاح

01:56 ص

كل الاساليب مشروعة ما دامت الوسائل سلمية هذه هي القاعدة الذهبية التي يشتغل على هديها الاسلاميون لذلك نجدهم يبتدعون الاطر الحراكية «العشائرية» لتبدو حراكاً شعبياً غير اسلامي في حين ان «التنظيم» هو الذي يسيره ويضع له شعاراته.

لمست ذلك امس اذ انني حين سألت الحراكيين عن برنامجهم السياسي اعطوني برنامج الجماعة وحين قلت لهم بماذا تفترقون عن الجماعة سياسياً قالوا اننا نتطابق في الرؤية السياسية وحين سألت هل أنتم جزء من التنظيم وهو سؤال ساذج بالضرورة – قالوا لا.
ال «لا» التنظيمية لا تعني شيئاً ما دامت المواقف السياسية تتطابق مع الجماعة.. وهل تحتاج الجماعة الى أكثر من ذلك: شبان نشطاء يرفضون ان يطلق عليهم «شباب الاخوان» ويتبنون تصورات الاخوان ولا يرون ان ثمة اختراقا بين مواقفهم ومواقف الاخوان..
هذا في جرش او للدقة في احدى كبرى قرى جرش وربما نجد مثلاً له في الطفيلة وربما بعد اسابيع في المفرق اذن فان الاخوان في وضع سياسي مريح يجعلهم «ينوعون» في اشكال المعارضة والاعتراض ولسان حالهم يقول صناديقي تتسع لجميع الاصوات.
أخطأ الحراك الشبابي والشعبي غير الاسلامي في تجاهل البعد المجتمعي للاردنيين وانسلخ سياسياً عن حاضنته الاجتماعية – الا في اماكن محددة – ولم يجسر مع العشائر في حين نجح الاسلاميون في التجسير مع العشائر في اماكن محددة من خلال «صناعة» حراكات عشائرية المظهر اسلامية الجوهر وفي المحصلة تضاعفت القوة التصويتية للجماعة اضعافاً بسبب «القاء العصبوية التنظيمية» لمصلحة انتاج تيار عريض طابعه وطني وجوهره اسلامي وكلما حقق هذا التيار نجاحاً قل منسوب المشاركة لمصلحة مفهوم المغالبة وهو أمر كما قلت مشروع ما دامت وسائله سلمية.
حصيلة جولة الى محافظة كمحافظة جرش جعلتني اعيد النظر في مضامين الحراكات الشعبية لانني اكتشفت ان بعضها مصنوع في مطابخ حزبية اسلامية وبعضها الاخر مطبوخ سلفاً بأدوات رسمية وكأننا عدنا الى الثنائية التقليدية التي لا طريق ثالث لها..
بصراحة لست متفائلاً فالذي يجري هو صراع سلمي على السلطة وليس اصلاحاً للمجتمع والاقتصاد.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة