الجمعة 2024-12-13 11:48 ص

صورة // قص شعر واعتداء جسدي في المدارس

02:21 م

هل الضرب هو أفضل طريقة لتعديل السلوك ؟



الوكيل - عزالدين الناطور - ' المزاج السيئ ' هو السبب الذي دفع احدى المدرسات في احدى مدارس اربد الخاصة للاعتداء على الطفلة ياسمين الإبراهيمي التي لم تبلغ السادسة بعد ، لتدخل المستشفى بكدمات في معظم اجزاء جسدها الأيسر في حالة وصفها تقرير مستشفى أبن النفيس بالمتوسطة .

يقول عالم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي أن 41 % من الطلبة في المدارس الأردنية يتعرضون للضرب والتعنيف كطريقة لتعديل السلوك ، إلا أن الاعتداءات لا تتوقف عند هذا الحد فبحسب الخزاعي 38 % من الطلبة يتعرضون للتهديد والاساءات اللفظية التي تترك أثار نفسية عميقة عند الطالب .

وهو ما أكد عليه الأديب المجتمعي الاستاذ حنا نعمان الذي يقول أنه لا أشد مرارة من ضربات العصي ، لأنها تخزن وتمكث في أعماق الطفل والتي سرعان ما تتحول إلى عدوان على الذات وعلى الآخرين .

الاعتداءات احياناً لا تتوقف على الضرب بالعصا أو التهديد اللفظي فالطالب عبدالله المجالي قامت مدرسة الرياضة في مدرسته الخاصة بالكرك بحلق شعره لأنها رأت أنه ' غير مناسب ' ، مع أنه لا توجد مادة قانونية تمنع الطالب من ' تطويل الشعر ' .

هذه السلوكيات يرى الخزاعي أنها السبب في خلق بيئة عنيفة في المدارس تمنعها من تحقيق رسالتها التربوية ، فالعلاقة ما بين الطالب والاستاذ يجب أن تكون مبنية على الاحترام والتقدير ، مؤكداً أن كلمات الثناء والتقدير وحتى الابتسامة قد تكون أكثر فعالية في تعديل سلوك الطلاب من الضرب .

وهو المحور الذي استدعى حنا نعمان استذكار احدى مواقف الاستاذ روكس العزيزي رحمه الله الذي كان إن ارتكب أحد الطلبة ذنباً في حصته أو شرد عقله يأمره بالتوجه إلى اللوح المثبت على جدار الصف وكتابة اسمه كاملاً بالطبشور عليه ، والمكوث واقفاً بجانب اسمه ومتابعة الدرس .

العنف في المجتمع الأردني مرتبط بخلفية الطلاب وبعلاقته السابقة مع اساتذه بالمدرسة ، فالدكتور الخزاعي يؤكد أن العنف الذي نراه اليوم في الجامعات سببه البيئة المدرسية التي كان يعيش فيها هؤلاء ، مؤكداً أن الحلقة الأساسية للمجتمع الأردني هي المدرسة وأفضل الطرق للتخلص من ظاهرة العنف الذي يشهدها الأردن هي بخلق بيئة مدرسية سليمة .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة