السبت 2024-12-14 15:49 م

ضربة أميركية لخدمة أوباما

07:04 ص

تهديدات الرئيس الأميركي أوباما بتسديد ضربة صاروخية إلى سوريا تدل على أنه عملياً نسخة طبق الأصل عن الرئيس السابق جورج بوش ، ذلك أن أداته الأولى في التصرف تجاه العالم ليست وزارة الخارجية بل وزارة الدفاع!.

خلال الخمسة عشرعامأً الاخيرة استخدمت القوات المسلحة الأميركية مرات عديدة كلها ضد دول عربية أو إسلامية ، وفي المقدمة أفغانستان والعراق والصومال واليمن وليبيا. ويبدو أن سوريا ستأخذ موقعها كهدف أميركي سادس.
الرئيس الأميركي يقول إن الضربة المنوي توجيهها إلى سوريا ليست مصممة لإسقاط نظام الأسد ، ومعنى ذلك أنها مصممة لتدمير سوريا فقط ، دون أن تترتب عليها نتائج سياسية ، وحجته أن بديل نظام الأسد أسوأ ولا يخدم المصالح الأميركية ، وهو اعتراف كان يجب أن يحول دون القيام بأعمال من شأنها خدمة هذا البديل الأسوأ.
ماذا يبقى من أهداف العدوان العسكري الأميركي على سوريا غير الاعتبارات الاميركية الداخلية ، ذلك أن أوباما تورط قبل سنة برسم خطوط حمر في سوريا ، كما تطوع بدعوة بشارالأسد للتنحي. وطالما أن الخطوط الحمر قد تم اجتيازها ، وبشار لم يتنح ، فإن خصـوم أوباما يتهمونه بالضعف والعجز عن الحركة ، وأنه يمارس السياسة بالكلام فقط. ومن هنا فإنه سيضرب سوريا لتحقيق منفعة سياسية شخصية في داخل أميركا وتجاه صقور الحزب الجمهوري واللوبي الإسرائيلي وليثبت نفسه كرئيس قوي.
ضربة أميركية كهذه يمكن أن تغير ميزان القوى داخل سوريا لصالح المسلحين من جبهة النصرة والقاعدة ، أي أنها سوف تخدم الإرهاب المباشر والمعلن وتحوّل سوريا إلى عراق آخر كمركز إنطلاق للقاعدة.
يبقى أنه لم يثبت حتى الآن أن الضربة الكيماوية في غوطة دمشق كانت من صنع الجيش النظامي. صحيح أن صنع الغازات السامة ليس ضمن إمكانيات المليشيات المسلحة ، بل بحاجة لدول. ولكن هل هناك نقص في الدول ذات المصلحة في دمار سوريا التي تدعم العصابات المسلحة ويمكن أن تزودها بالسلاح الكيماوي مثل إسرائيل أو تركيا.
وحسب نظرية المؤامرة فإن هدف الضربة الكيماوية في الغوطة تبرير التدخل العسكري الأميركي ، تمامأً كما حصل في العراق.
نريد أن نعرف ماذا ستفعل أميركا إذا ثبت أن المسلحين هم الذين فعلوهأ؟.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة