متلازمة الشهادة والمال التي ظهرت فجة ومباشرة جدا في مسلسل 'طريق'، يبدو أنها السر وراء متابعة طيف كبير من الجمهور لهذا العمل. فبغض النظر عن الدور الذي يقوم به النجم العربي عابد فهد، والذي نقله بقوة إلى مصاف الممثلين المميزين هذا الموسم، إنما القصة التي بني عليها المسلسل والمستوحاة من رواية الأديب المصري والعالمي نجيب محفوظ 'الشريدة' لها الفضل الأكبر على اتساع حجم المشاهدة نسبة للأعمال الأخرى.
والقصة لمن لم يقرأها ولا حتى شاهد الفيلم الذي حمل اسمها نفسه في ثمانينيات القرن الفائت، من بطولة محمود ياسين ونجلاء فتحي، تحمل دلالات مباشرة لموضوع المفارقات والمقارنات المقاربة للقوتين المتعاركتين دراميا وحياتيا على الدوام؛ المال والعلم!
في المسلسل الرمضاني المشار إليه ظهرت التناقضات المكتوبة واضحة وعميقة وصعبة ما بين عنصرين مهمين لممارسة الحياة وكأنهما نقيضان بل ربما عدوان، يتصارعان للبقاء وليس للاستمرار.
في حين أن التفاصيل اليومية لمثل هذين العنصرين يمكن أن تكون أكثر لطفا وأدبا في الحياة الحقيقية.
فعلى الرغم من أن الفوارق الاجتماعية والفكرية يمكن أن تطفو على السطح، في علاقة مماثلة في الواقع المعاش حاليا في القرن الحادي والعشرين، لكن هذا لا ينفي أن ذكاء مكتسبا مقبولا لدى المجتمع، يقوم بإدارة هذه العلاقات المتعاكسة في الآونة الأخيرة، ضمن معطيات علمية وسيكولوجية تنظم سير الاحتياجات والرغبات على أساس الفراغات المطلوب تعبئتها بحب وبكرامة؛ فراغ المال وهو العجز، وفراغ العلم واسمه النقص!
لطالما كانت العلاقات غير المتكافئة ما بين تلك النواقص، تعيش حالات المد والجزر في يومياتها حين يتعلق الأمر، خصوصا بالمرأة والرجل كطرفين أساسيين، يسعيان لبناء أسرة بالزواج و الإنجاب. في حين وكما ظهر في العمل الدرامي الذي تقوم ببطولته الفنانة اللبنانية نديم نجيم إلى جانب عابد فهد، فإن مثل تلك التناقضات لا تظهر جلية ومكشوفة حين يتعلق الأمر بعلاقات الأخوة والصداقة والعمل، ما يرمي انطباعا جاهزا لمفاهيم جاهزة مثل الحب، يمكن أن تختل موازينه الإنسانية والعاطفية والحسية، بسبب تفاصيل تظهر عدم التكافؤ بصور ظالمة في كثير من الأحيان، وكأنها انعكاس لما يراه طرفا هذه العلاقة مقرونا بمشاعر الغضب و الاستياء.
ففي حياتنا الواقعية قصص حب وزواج كثيرة جمعت طرفي التناقض المفترض؛ التعليم والثروة، لكنها لم تصل بمباشرتها ودراميتها في الخلاف إلى المشاهد التي نراها في المسلسل، والتي للأسف الشديد لم تراع حقيقة مجتمعاتنا و تفهم 'ولا أقول وعي' مفرداته لتفسير هذه العلاقات المبنية بشكلها الظاهر على فكرة المصلحة المشتركة.
العمل الدرامي 'طريق' لم يتعثر فقط في مطب الأحكام المطلقة حين لعب على وتر أن الجاهل تعليميا هو بالضرورة إنسان طيب القلب وكوميدي وذكي بالفطرة، في حين أن المتعلمين و أصحاب الشهادات يجب أن يكونوا مغرورين متعالين ومتفوقين في ماحي الحياة كلها، ماعدا المال!
بل إن المسلسل سقط من وجهة نظري حين انتقل بشكل مباشر و سريع لإظهار تلك التناقضات بين طرفي العلاقة، بعد الزواج وكأنها كانت تنتظر الزوجين على باب منزل الزوجية بعد حفل العرس. فلم يؤسسا لكاتبان والمخرجة لبناء الاختلاف بشكل تدريجي، بل تعاملوا معها أنها تحصيل حاصل، حتى لو إن بطلي العمل كانا على النقيض تماما في تعاملهما مع بعضهما و مع الآخرين قبل الزواج.
لم ينته المسلسل بعد رغم مقدمات النهاية الظاهرة للعيان وبسهولة. لكن وللأسف الشديد يبدو أن القائمين على العمل، لن يلعبوا في نهاية القصة المكتوبة لعصر اخر وظروف أخرى. أو ربما يفاجئون المتابعين ويفعلونها بما يتناسب مع معطيات عصرنا ومعاييره الجديدة في العلاقات'.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو