يمر علينا العيد في كل عام وما زال الاردنيون لهم فرحتهم وطقوسهم الخاصة في العيد..
عادة ما يفضل الاردنيون شراء ( العيدية ) قبل ساعات فقط من صباح يوم العيد، حيث تجدنا جميعا في الاسواق في وقت ومكان واحد بحيث لا تجد لك ( محط رجل ) ولعلنا الدولة الوحيدة في هذا العالم التي تستنفر اجهزتها الامنية فقط من أجل ان يتسوق الاردنيون.
في ليلة العيد اغلب الشعوب تجلس في منازلها تتبادل التهاني والتبريكات ونحن الشعب الوحيد الذي يكون عالقا في الازمة يتبادل فيما بينه الاتهامات ولسان حالهم يقول: هي اشكالنا .. أشكال عيد!
ولأن العيد هو فرحة ( الصغار ) فإن سعر (عيدية) أقل ( مفعوص) فيهم يناهز ثمنها (لبسة) عريس مع جميع الاضافات ..
في الاردن فقط تضطر لان تقترض وتشتري جميع ما اختاره الطفل حتى لا تبقى العيدية بـــ( نفسه )!
تخيل عاد لو كانت ( نفسية ) الطفل مفتوحة على الآخر بالتأكيد لن يجد رب ( الاسرة ) في جيبه اجرة العودة الى المنزل..
بعض الاردنيين تنبه لمسألة في غاية الاهمية وهي أن ( النفسية ) لا تظهر عند اطفال الاردن الا في ( ليلة العيد ) وتختفي باقي ايام السنة .. فقاموا بعمل تجارب على اطفالهم فتبين ان الطفل الذي ( نفسه ) بـــ ( عيدية ) ثمنها على سبيل المثال ( خمسون ) دينارا .. يستطيع الطفل تجاوز ازمته النفسية ان اشتريت له ( فرد مي ) ثمنه لا يتجاوز ( النصف دينار ) وجميع التجارب جاءت مبشرة بالخير، بحيث من الممكن ان يكون العيد القادم في الاردن خاليا من ( النفسية ).
صباح العيد يتلصم ( الاردنيون ) ويتوشحون ( بالسواد ) ويخرجون لزيارة المقابر وكأننا فقدنا ( المرحوم ) للتو .. قد يكون مقبولا ان نزور ( القبور ) لقراءة الفاتحة والدعاء ( للميت ) ومن ثم نغادر .. لكن لم يعد ابدا مقبولا ان نفتح له عزاء في كل عيد ليصبح ( العيد ) في الاردن موعدا متجددا مع الاحزان فنطفئ بها بهجة العيد.
من طقوس العيد في الاردن غصبت عنّك بدك ( تثنِّي ) سواء ( قهوة ) سادة او معمول او ( ملبس ) فلا احد يعطيك ( العذر ) .
لذلك بعد العيد عادة ما يعمل اطباء الاسنان في الاردن بأقصى طاقاتهم لمعالجة ضحايا المعمول والملبس!
من المفروض عند ذبح ( الاضحية ) ان نقوم بابعاد الاطفال عن مشاهدة عملية الذبح حتى لا يتأثروا بمشاهدة منظر الدم وهذا ما يحصل في اغلب دول العالم ..
في الاردن تستغرب ان الاطفال بعد ان يشاهدوا عملية الذبح يصرخون: ههههي .. وكأنهم شاهدوا ( فيلم كرتون ) وليس عملية ذبح حقيقية .. ولعل ذلك قد يعتبر من الامور التي تدخل في نطاق صدق او لا تصدق لو لم نشاهدهم بأم اعيننا.
99.9 من الشعب الاردني ما زال يعايد ( الولايا ) من العيد الى العيد ( عشر ليرات )
على الرغم من: زيادة اسعار البنزين.. وزيادة معدلات التضخم.. وانخفاض اسعار البورصة .. وتعديل الدستور .. وتغيير قانون الانتخاب .. ومجيء الربيع العربي ..
لا ان ( العشر ليرات ) ما زالت ( العيدية ) الاكثر انتشارا بين نساء الاردن ولم يطلها التغيير بعد..
ما يفرحنا في الاردن اننا في كل عيد لنا ( لبسة ) جديدة .. و ( حكومة ) جديدة .. و ( انتخابات ) جديدة .. فكل عام وانتم بخير !
العرب اليوم
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو