الجمعة 2024-12-13 06:58 ص

طوفان سوري منفلت

11:52 ص

عندما كان عدد اللاجئين السوريين في الأردن في حدود 60 ألفاً ، أكد رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور أن إمكانيات الأردن لا تسمح له باستقبال لاجئ سوري إضافي واحد.

بعد أن وصل أعداد اللاجئين السوريين إلى مئات الآلاف ، تم فتح الباب لاستقبال المزيد من آلاف اللاجئين يومياً . وتقدر كلفة الاستضافة بحوالي مليار دينار سنوياً ، ليست موجودة في الموازنة ، ولا يبدو أن الدول المانحة ستقدم هذا المبلغ أو شيئاً قريباً منه. وحتى إذا قدمت القليل اليوم ، فإن التبرع سينقطع بعد أن تبرد المشكلة وتصبح أمراً واقعأً.
من الواضح أن هذا التدفق البشري لا يعود لاسباب أمنية ، فلا جديد في جنوب سوريا ، ولكن الدعاية والبرامج التلفزيونية حول الخدمات المقدمة للاجئين أصبحت بمثابة دعوة مفتوحة وإغراء للنزوح.
يقول المسؤولون أن معظم القادمين من المرضى والنساء والاطفال والشيوخ ، بمعنى أن الرجال من أرباب العائلات يرسلون عائلاتهم إلى الأردن ليعتنى بهم وليتفرغوا هم لأعمال العنف مع أو ضد النظام.
المرضى يأتون للعلاج ، والمعاقون يأتون للمساعدات ، والأغلبية تأتي من أجل الغذاء والدواء ، وهناك أعداد أخرى لها أهداف أكبر تهرب من المخيم ، ذلك أن عدد السوريين خارج المخيمات يزيد عن عددهم داخلها ، وهم يقومون بنشاطات بعضها مشروع وأكثرها غير مشروع.
هذه ليست الموجة البشرية الاولى التي تأتي إلى الأردن بحثاً عن الأمن والحياة الأفضل ، ولكنها مختلفة عن الموجات الاخرى ، فالعائدون من الكويت عادوا مزودين بخبرات متميزة ورؤوس أموال كبيرة ، واللجوء من العراق أعطانا مجموعة من العراقيين الأثرياء الذي جاؤوا بالدولارات في اكياس. أما اللاجئون السوريون فهم مثل اللاجئين الفلسطينيين يأتون بملابسهم.
إمكانيات الأردن لا تسمح باستقبال لاجئين ، ولا تتحمل الأعباء التي يفرضها هذا الانفتاح. والوعود التي نسمعها من الدول المانحة وعود كاذبة وفي أحسن الحالات مؤقتة. كما تدل المليارات التي تم التعهد بها لصالح لبنان أو غزة ولم يتحقق شيء منها.
من السهولة والشهامة بمكان أن نفتح حدودنا للجميع شريطة أن لا تشكو الحكومة بعد ذلك من الأعباء الإضافية كمبرر لمشاكلنا وأزماتنا المالية والاقتصادية ، طالما أننا نصنعها بانفسنا على أيدي مسؤولين لا يضعون مصلحة الأردن أولاً.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة