الخميس 2024-12-12 01:18 ص

طيران الرعب ..

07:47 ص

لي تجربة شخصية مع إحدى شركات الطيران الخاصة في الأردن، فقد أغراني أحد العروض لأداء فريضة العمرة جوا والإقامة بفندق أربعة نجوم لعدة أيام، وكان السعر مغريا جدا وهو أقل من تكلفة أن تنام حماتي في ضيافتي لمدة أربعة أيام!



ذهبنا الى مطار ماركا فجرا حيث موعد إقلاع الطائرة، جاء الموعد ولم تأت الطائرة، فقد أصابها عطل فني.. قالوا لنا ساعة وستكون الطائرة جاهزة، طبعا إذا أردت أن تغير بريكات لسيارتك عند أي ميكانيكي قد تحتاج الى أكثر من ساعة فكيف بطائرة ماتورها أكبر من نفق الحدادة!


مضت الساعة وكلما سألنا عن الطائرة قالوا قيد الصيانة، وأنا كنت على قناعة أنها ليست تحت الصيانة بل كان الطيار يحاول أن (يعشقها) على المدرج ولم ينجح بعد.


وعندما تيقنوا أن الطائرة لن ينفع معها (التعشيق) بدأت إجراءاتهم السريعة لنقلنا الى مطار الملكة علياء حيث تم الاتفاق مع شركة طيران أخرى لنقلنا الى جدة!


كانت الشركة الأخرى من الشركات المعروفة في عالم الطيران، فقد طارت الطائرة وهبطت دون أن نشعر. ورغم قصر المسافة الا أنهم قدموا لنا وجبة غداء معتبرة. بدأ الخوف يتسلل الى قلبي من رحلة العودة وأن ينجح الطيار في (التعشيق) هذه المرة، وحين ذهبنا الى المطار تم إبلاغنا أن الرحلة على متن الطائرة المنحوسة.


بدأنا نرفع أيدينا بالدعاء لله العلي القدير أن يعيدنا سالمين. ختمنا المعوذات، وكل الآيات المنجيات، ودعاء الموت من الصواعق والطائرات. صعدنا الى الطائرة التي لا تختلف من الداخل عن باص النقل العام، فالكراسي كانت ضيقة ومتلاصقة، والغريب أن كل شيء فيها كان يزمر، وجميع الأضواء مضاءة، بحيث لا نعرف نحن في خطر أم في بطر.


طارت الطائرة بتوفيق من الله، وكلما ارتفعت واهتزت قلنا: يا ستار، ففي الجو لا يوجد ميكانيكي ليصلح لك أي عطل، ولا دفاع مدني على الطريق، والحامي هو الله. كنت فقط أطمئن حين يتجه الكابتن بالطائرة باتجاه البحر ففرصة النجاة تكون أكبر.


بعد دقائق حضرت المضيفة ومعها لتر ماء وكاسات بلاستيك لمن يرغب أن (يبل) ريقه، ومن ثم تم تضييفنا 'بسكوت أبو العشرة قروش'، ولم نهتم لذلك فصوت الماتور يسد الشهية. المهم حين طلب منا الاستعداد للهبوط، أغمضت عينيّ وهبطت الطائرة كما يهبط الغطاسون في البرك. تسارعت على المدرج وكنت أتوقع أنها ستتوقف في جبل الحسين، فقد احتاجت أكثر من الوقت اللازم لوقف تسارعها، ثم فتح الباب!


لم أسمع في حياتي أن هذه الشركات أقامت احتفالا بامتلاك طائرة جديدة أو حديثة، بل جميعها يتم شراؤها من الحراج أو السوق المفتوح!


الطائرات التي تمتلكها قديمة جدا وربما نقلت العائدين من الحرب العالمية الثانية، وهيئة الطيران تتساهل بهذا الموضوع، ولم أسمع أن هيئة الطيران قررت خروج إحداها من الخدمة بل تتركها للقدر. وأراهن أنه لم يسافر مسؤول أو رجل أعمال على متنها، بل هي لعامة الشعب.


شكرا لرئيس الوزراء الذي طلب من أمانة عمان إيجاد مقابر بديلة على الفور، فهو على علم بمن يملك الشركات في الأردن وأطماعهم وضغوطهم لترخيص كل ما يسرع بموت الناس!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة