وفق تقديرات ساسة ودبلوماسيين، فإن مصير ومسار 'عاصفة الحزم' السعودية يتوقف على أمرين أساسيين: قدرة نظام الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على توظيف القصف الجوي المكثف لتحقيق مكاسب ميدانية على الأرض من جهة؛ واستعداد جماعة الحوثيين للقبول بالحوار والتخلي عن خططها لإخضاع اليمن، شماله وجنوبه، لسلطتها وسلطة القوى المتحالفة معها.
السعودية أعلنت بعد بدء العمليات العسكرية بساعات، أن العاصفة الجوية مستمرة إلى حين تحقيق أهدافها. لكنها لم توضح طبيعة هذه الأهداف. من الناحية العسكرية، أنجزت المقاتلات السعودية مهمتها في أقل من أربع وعشرين ساعة، وتمكنت من شل قدرات القوات الموالية للحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
يذهب بعض المحللين إلى القول إن هدف السعودية يتلخص في إنقاذ عدن التي أعلنها هادي عاصمة بديلة بعد استيلاء الحوثيين على صنعاء. ودليلهم على صحة هذه الفرضية، هو أن السعودية لم تحرك ساكنا عندما سقطت العاصمة صنعاء، غير أنها انتفضت بقوة حين اقترب الحوثيون من السيطرة على عدن.
هل كانت السعودية لتقبل بالأمر الواقع؛ واقع انفصال الجنوب عن الشمال، والعودة إلى الوضع ما قبل العام 1990؟
لا يمكن الجزم بدقة هذه الفرضية. وثمة رأي يقول إن السعودية التي حشدت أعدادا ضخمة من جيشها، ودشنت حلفا عربيا وإسلاميا، مسنودا بدعم دولي كبير، لن تقبل بأقل من عودة الشرعية لتبسط سيادتها على كامل التراب اليمني.
لكن تحقيق هدف بهذا الحجم قد يتطلب حربا برية واسعة، وليس مجرد عاصفة جوية. هل السعودية مستعدة لهكذا سيناريو محفوف بالمخاطر؟
لذلك، سيكون أمرا نافعا بالنسبة للسعودية إنجاز نصف المهمة بالقوة العسكرية، وترك النصف الثاني للدبلوماسية.
وزير خارجية اليمن رياض ياسين، قال في شرم الشيخ: إن 'عاصفة الحزم عملية اضطرارية محدودة من أجل تثبيت الشرعية في اليمن، وإنقاذه من السقوط في الهاوية'. وألمح إلى أن هدف العملية هو إعادة جميع الأطراف اليمنية إلى طاولة الحوار.
إن كان هذا هو هدف العاصفة حقا، فإن بالإمكان إنجازه من دون الحاجة إلى تدخل بري واسع، شرط أن يصاحب القصف الجوي تحرك دبلوماسي فعال، ربما يكون قد بدأ فعلا خلف الكواليس.
قبل بدء العمليات العسكرية، تبلورت صيغة معقولة للحل في اليمن، استندت إلى مبدأ الحوار في الدوحة وتوقيع الاتفاق في الرياض. لكن الحوثيين الذين أغرتهم القوة والتقدم السريع في الميدان، رفضوا الدعوة استنادا إلى تقدير خاطئ، مفاده أن السعودية ودول الخليج ليس باستطاعتها فعل شيء لوقف تقدمهم صوب عدن.
في هذه المرحلة الحديث مع جماعة الحوثي ليس له معنى أو قيمة. الجهود الدبلوماسية ينبغي أن تتوجه نحو طهران؛ فبيدها كلمة الفصل. وربما تكون سلطنة عمان التي نأت بنفسها عن المشاركة في 'عاصفة الحزم'، هي المرشحة للعب دور الوسيط. وقد أعطت إشارة بهذا الاتجاه، عندما وفرت قبل يومين ممرا آمنا للرئيس اليمني للوصول سالما إلى الرياض، ومنها إلى شرم شيخ للمشاركة في القمة العربية.
أيام قليلة وسيتبين إن كان هناك أمل بحل دبلوماسي يضع نهاية سريعة لعاصفة الحزم، أم أننا على أبواب حرب ثالثة في الخليج العربي، طرفها العرب وإيران.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو