السبت 2024-12-14 19:39 م

عداء بيولوجي

10:54 ص

سبحان مغيّر الأحوال !! قبل أسبوعين كان ينتصف الليل والأولاد يتابعون التلفزيون..ننهاهم ، نحذّرهم، نرجوهم، نغريهم حتى يناموا باكراً ليلحقوا مدارسهم في اليوم التالي دون فائدة...وفي الصباح «ندوخ السبع دوخات» حتى نوقظهم ،حيث كنا ندخل كل صباح في سباق محموم كي لا يفوتهم جرس الحصة الأولى...مستخدمين معهم كل الأساليب الممكنة وغير الممكنة في سبيل ان يفتح أحدهم عينه الأولى ليبصر النهار وضوء الغرفة ، كما كنّا نحتاج كل صباح إلى مبعوث أممي بحجم الأخضر الإبراهيمي أو كوفي عنان حتى يقنعهم بضرورة الوقوف على «حيلهم» والذهاب الى باقي «بروسيجر» الصحيان....وبعد الوقوف في موزّع البيت بين الغرف وحك الرأس عدّة مرات متتالية دون وعي أو إدراك محتارين بين الرجوع الى الفراش او المضي قدماً إلى الفرشاة ... كنا بحاجة إلى خبير المكياج العالمي «فرناندو صليبي» ليقنعهم بضرورة غسل وجوههم من دبق الأمس وتمشيط شعرهم «على الناشف»..وبعد التنشيف وعمل هدنة هشّة مع شعر الرأس الواقف ، يبقون في حالة من الذهول الصباحي ؛ لا يرمشون ولا يتكلمون فقط يميلون رؤوسهم على كتف النعاس ...عندها عليك ان تمارس دور المصمم اللبناني «ايلي صعب» بالإقناع، مستعرضاَ لهم ضرورة ارتداء الملابس بسرعة ونشاط لما له الأثر الطيب في نفسية «بن تن..و المقاتل التنّين «...وعندما يكملون ارتداء نفس البنطلون ونفس الجاكيت..تحاول دفعهم دفعاً من بوابة البيت ليلحقوا في الحصة الأولى ...طبعاً هذه المعركة «الصحوية» تجري يومياً بدءاً من السادسة ولغاية الساعة السابعة والنصف وتستخدم فيها جميع الاسلحة التقليدية والتربوية الحديثة وحتى الطائرات بدون طيّار..

الغريب ان الأولاد لديهم عداء مع الساعة البيولوجية الخاصة بالمدرسة، بمعنى منذ ان بدأت العطلة الفصلية الاسبوع الماضي ، والأولاد ينامون على العاشرة مساء ، ويصحون في تمام السادسة صباحاً عن طيب خاطر..دون اية تدخلات خارجية او وساطات أهلية ، أول أمس استيقظت في تمام الساعة السادسه والربع على صوت تفجيرات خفيفة كان مصدرها الكمبيوتر في «الصالون» وعندما نظرت خارج الغرفة وجدت «حمزة» يصوب ويقاتل ويفجّر وأمامه الذخيرة: كوب حليب وثلاثة قضبان من الكعك...
نظرت اليه وقلت: ولك يابا قوات التحالف بعدها نايمة ..وانت صبّحت تقصف!.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة