الأحد 2024-12-15 01:20 ص

عدة «لغات» وندرة في الاجتماعات والثقل على عبيدات

12:10 ص

الوكيل - خمول واضح في دوائر عمل الجبهة الوطنية للإصلاح يمكن رصده من خلال غياب الجبهة عن الشارع والحراك والفعاليات العامة طوال الأسابيع الماضية واقتصار ظهورها على المحاضرات العامة التي يتحدث فيها زعيم الجبهة ورئيسها احمد عبيدات.


مؤخرا تغيبت الوطنية للإصلاح عن الإجتماعات التي نظمت للبحث في عقد مؤتمر وطني عام ضد مشروع جون كيري.

وقال مصدر مقرب من حزب التيار الوطني الذي شارك في جانب من هذه الإجتماعات: دعي رئيس الجبهة للمشاركة عدة مرات لكنه تغيب في حين لم توفد الجبهة ممثلين لها.

في سياق متصل يشتكي أعضاء في الجبهة من الإصرار على عدم إتخاذ خطوات نحو 'مأسسة' عمل الجبهة ووضع هيكلية هرمية لها مع برنامج سياسي شامل في الوقت الذي لم تعد فيه ناشطة حلقات التواصل بين قيادة الجبهة وحزب جبهة العمل الإسلامي حسب مقربين من الشيخ حمزة منصور.

ومن الواضح أن عدم وجود 'أدبيات' متفق عليها باسم الجبهة يعزز جانب الاجتهاد عند قيادات الجبهة التي تبدو بدورها غير متناغمة ولا تتحدث اللغة نفسها وفقا لمصدر داخلي، الأمر الذي ساهم عمليا في امتناع الأحزاب السياسية عن تشكيل لجان عمل مشتركة وثنائية وجماعية بسبب وجود 'عدة لغات' في صفوف قيادات الجبهة.

الناطق الاعلامي لجبهة الاصلاح الوطنية الدكتور لبيب قمحاوي قال لـ 'العرب اليوم': ان سبب توقف عمل الجبهة كان من اجل التفكير واجراء الاتصالات اللازمة لمنع انفجار الجبهة من الداخل، والسبب في ذلك كان يعود الى محاولة بعض الاحزاب العقائدية زج الجبهة الوطنية في مواقف لا مصلحة للجبهة فيها وهي مواقف تعكس تشنجات عقائدية.

كان هناك تصميم من قبل الجبهة بعدم الدخول في هذه المتاهة حسب قمحاوي وكان هناك تصميم من قبل الاسلاميين بزج الجبهة لاتخاذ مواقف معينة.

اشار قمحاوي الى ان فترة التقاط الانفاس واعادة التقويم اخذت وقتا طويلا على عكس ما كان يريد اعضاء الجبهة، والسبب يعود الى محاولة الجبهة الخروج بحلول معينة، ولكن الجبهة الان عادت الى الاجتماع وتشكيل لجان اعلامية واعادة دراسة الاطار العام للجبهة وتنظيم امورها، ويؤكد ان نشاط الجبهة سيعود بحلة جديدة وبرنامج عمل جديد قد يكون اشمل قليلا من موضوع الاصلاح لان موضوع الاصلاح لم يعد التحدي الوحيد القائم، وستعود الامور الى ما كانت عليها بل اقوى.

يكمل القمحاوي بأن هدوء الجبهة في الاشهر الماضية اعطى الدولة الفرصة كي تتصرف من دون وجود قوة معارضة يحسب حسابها، ومصلحة البلد تتطلب وجود الجبهة بشكل فعال.

وقال مقرر اللجنة التنفيذية لجبهة الاصلاح الوطنية فهمي كتوت ان الجبهة تمر في ظروف مختلفة عن الظروف التي نشأت وتطورت فيها وذلك في المرحلة السابقة، فعندما تشكلت الجبهة في البداية على اساس مستقلين واحزاب سياسية وكانت الاحزاب السياسية الاساسية هي احزاب المعارضة سواء كانت من التيارات القومية او اليسارية او الحركة الاسلامية، اضافة الى جمع غير قليل من الشخصيات الوطنية المستقلة.

وفيما يتعلق باطار العمل والنشاط المشترك اشار الكتوت بانه وبلا شك كان للجبهة زخم في العمل ونتائج ملموسة على الارض وكانت تشكل مظلة وطنية تعبر عن طبيعة ومهمات المرحلة في حينها، الا ان بعض الخلافات التي طرأت في اطار الجبهة الداخلية خاصة عندما جاءت قضية الانتخابات النيابية ومجموعة من الاحزاب ارتأت بأن تشارك في الانتخابات وفي حينها بدأ يتشكل داخل الجبهة نوع من الانقسام او الشرخ، وفي ضوء ذلك خرجت معظم الاحزاب القومية واليسارية من بنية الجبهة او على الادق اعلنت عن تجديد عضويتها في الجبهة .

يكمل الكتوت حديثه بأنه وبعد ذلك طرأت العديد من التغيرات والتطورات السياسية المحلية والاقليمية وكل ذلك اسهم في المزيد من التعقيدات امام عمل الجبهة.

وكانت الجبهة تحاول ان تضع القضية الاساسية في مقدمة قضايا الاصلاحات السياسية والاقتصادية المحلية، بحيث لا تؤثر الازمات الحاصلة في بعض البلدان مثل سورية ومصر على عمل الجبهة، الا ان ذلك كان من الصعب حدوثه ولذلك حصلت خلافات بين اطراف الجبهة اتجاه الازمة السورية والمصرية ما اسهم في تجميد نشاط الجبهة مدة ليست بقليلة .

كان على الجبهة ان تعيد النظر في توجهاتها حسب الكتوت فقامت قبل اسبوعين بلقاء موسع لكوادرها المستقلة ووضعت تقويما لوضع الجبهة وعملها ونشاطها المستقبلي، وارتأت الجبهة ان تعمل خلال هذه المرحلة على تفعيل دورها ونشاطها من خلال اطارها وعضوية المستقلين ومنظمات المجتمع المدني.

يضيف الكتوت بان ذلك ادى الى اعادة ترتيبات في الجبهة، فتشكلت ثلاثة لجان رئيسية لاعادة تقويم وتطوير عمل اللجنة، وتنظيم عملية الاتصال مع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، فالجبهة الان لديها خطة لتفعيل نشاطها بهدف القيام بدورها خلال المرحلة المقبلة وستواصل الحوار مع القوى السياسية المعنية في عمل الجبهة من دون ان يؤثر ذلك في تجميد عملها ونشاطها بسبب الخلافات بين الاطراف.


الراي


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة