الأربعاء 2024-12-11 17:37 م

عرب أيدول أم الإمام اليافع؟

09:41 ص
منذ فترة ليست بالقصيرة، جاءتني رسالة بالبريد الإلكتروني تبحث في أصل كلمة «عرب أيدول – arab aydol» ولم ألق لها بالا كثيرا، لأنني لم أكن أعرف عن هذا البرنامج شيئا، ولكن مع مرور الوقت، وسريان اسمه على ألسنة البعض، ومشاركة شاب أردني فيه، نشأت لدي رغبة في رؤيته ومعرفة ماهيته، ورجعت أبحث عن الإيميل لإعادة قراءته، وفي الاثناء وبعيدا عن عقلية المؤامرة، ثارت في نفسي بعض الخواطر، أحببت أن يشاركني بها القراء..أولا/ أصل البرنامج «آمريكان آيدول» وهو نسخة أمريكية من البرنامج البريطاني Pop Idol . تم بثّه لأول مرة على قناة Fox الأمريكية في شهر 7 عام 2002. ومنذ بثّه والبرنامج يحصد النجاحات تلوى الأخرى، و يعتبر من أكثر البرامج مشاهدة في تاريخ المسلسلات الأمريكية. حيث يقدر معدل مشاهدة الحلقة الواحدة بأكثر من 20 مليون مشاهد، فكرة البرنامج تقوم على العثور على «مغنين» ذوي أصوات مميزة في كل أنحاء البلاد، وفي النهاية المشاهد هو من يقرر الفائز وذلك عبر الSMS الرسائل القصيرة، ويبدو أن البرنامج في نسخته الأجنبية عانى من التخبطات الكثيرة منها عدم موافقة أي قناة على بث البرنامج إلا Fox التي قدّرت قيمة البرنامج و بفضلها ارتفع ميزانها التجاري، حيث يدرّ البرنامج على طاقمه بالكثير من المال نتيجة للإعلانات التجارية والفنية والعروض الكبيرة، وقد التقطت الرسالة قناة الام بي سي، وأنتجته في نسخته العربية، ولا ينكر أحد أنه أحرز نجاحا كبيرا في أوساط الشباب، وسلب لب الكثيرين، حتى قيل أن مواطنا سعوديا قام بالتصويت للمتسابقة المصرية كارمن سليمان بمبلغ 150 ألف ريال ليزيد من فرصها في الفوز بالمركز الاول في البرنامج!.ثانيا/ البرنامج ترفيهي ويدر أموالا كثيرة على منتجيه، وهذا قد يكون سببا وجيها لإنتاجه، بحثا عن الربح الوفير، ولكن ثمة أكثر من هدف يمكن أن يتم تحقيقه، خاصة في موسم انصراف الشباب العربي إلى الحراكات الثورية، وما يشكله هذا الأمر من خطر على بعض الأنظمة المرعوبة، ويبدو أن ذهنية بعض العباقرة اتجهت لإنتاج النسخة العربية من هذا البرنامج، لصرف اهتمام شباب العرب، إلى الرقص والغناء وانتظار نتائج التصويت، بدلا من انشغالهم بالثورات والحراكات والربيع العربي، وربما حقق هؤلاء بعض النجاح!.ثالثا/ فيما يتعلق باسم البرنامج، واحتفاظه باسمه الأجنبي (أيدول) حتى في نسخته العربية، ثمة أكثر من دلالة، فاختيار كلمة أيدول لم تكن عبثية، ذلك أنها تعني فيما تعنيه: الصنم او الوثن او الطاغية كما أنها تعني المحبوب او المفضل للناس او من يشكل رمزهم، وبهذا المعنى يصبح معنى اسم : «عرب أيدول» رمز العرب ، أو مثال العرب، وحتى وثن العرب ومحبوبهم، وإلههم والعياذ بالله، وكلها معان جارحة، ولا يليق بأن تطلق على فتى أو فتاة متقصعة تظهر بمظهر مخجل أمام الملايين!.رابعا/ ليس معيبا الاستفادة من تجارب الشعوب، وبرامجهم التلفزيونية الناجحة، ولكن وفق ما يفيد ويتوافق مع حضارتنا وهويتنا الثقافية، وهذا ما فعله تلفزيون ماليزي محترم، حيث أنتج نسخة «إسلامية» من هذا البرنامج، سماها: Become An Imam، أو الإمام اليافع، حيث استخدم نفس آلية البرنامج لاختيار إمام مبدع من الشباب المسلم، بدلا من اختيار مغن أو مغنية ماجنة!.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة