وقَّعَ رئيس تحرير صحيفة القدس العربي اللندنية الكاتب عبد الباري عطوان 'وطن في كلمات'، في حفل حاشد بمجمع النقابات المهنية أول من أمس. ويروي عطوان المولود في مخيم للاجئين، بمدينة دير البلح في قطاع غزة، العام 1950، 'مذكرات آسرة التحليل العميق تتضمن جرعة مقبولة من الشخصي'، وفق ما كتبت مجلة تريبيون الإنكليزية.
سرد عطوان في كتابه، الصادر عن دار الساقي في 496 صفحة باللغة العربية في طبعة ثانية مترجمة عن الطبعة الأولى التي جاءت بالإنكليزية، التهديدات بالقتل والتصفية التي تعرض لها في حياته، من عرب وأجانب، متناولاً رحلته إلى جبال تورا بورا والمبيت مع بن لادن في كهفه، ولقاءه حركة طالبان في أفغانستان، إضافة إلى زيارته لتونس ولقائه ياسر عرفات والقذافي في ليبيا.
وتحدث عطوان، عن مشاركته في صنع الصفحة الأولى لصحف عربية عدة، من 'البلاغ' الليبية، إلى 'المدينة' السعودية، ثم 'الشرق الأوسط' اللندنية، و'القدس العربي'، التي أمضى فيها 19 عاما في تجربة مهنية وإعلامية زاخرة بالتميز.
انتقل الكاتب في كتابه بين مفارقات تنقله في العمل من دولة إلى أخرى، وفي لقائه بشخصيات عالمية منهم جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال وجلالة الملك عبدالله الثاني، أسامة بن لادن، ياسر عرفات، صدام حسين، محمود درويش، محمود الكايد، وبهجت أبو غربية والكثير منهم.
كما تحدث عن كيف خدمه الحظ في أن يصبح كاتب مقالات معروفا، والذي يؤكد أن القذافي كان مفتاح هذه الشهرة بالمصادفة، مضيفا بروح الدعابة: 'للمجانين قوانينهم'.
ويحرص عطوان، على إهداء الكتاب إلى 'الأطفال اللاجئين في العالم كله، وخصوصا أطفال المخيمات في فلسطين والمنافي'.
وتحدث عطوان عن المحطة الأخيرة، والتي اعتبرها الأبرز في حياته، حيث خاض خلالها تجربة مهنية متميزة، اتسمت بمواقف سياسية حملته إلى الخطوط الإعلامية الأمامية للمعارك والمواجهات السياسية، ما أدى إلى حضور مثير للجدل، على شاشات فضائيات عربية وعالمية كثيرة.
وأكد في كتابه أن الأردن طالما كان في خندق الفلسطينيين، مشددا على أنه لا وطن بديلا عن فلسطين، وأنه يجب على الفلسطينيين أن يتحدثوا عن التحرير فقط في الوقت الحالي وليس الديمقراطية.
صفحات كتاب 'وطن في كلمات'، لا تخلو من مواقف ساخرة عرضت لصاحبها ولا يتردد عطوان من عرضها، على نحو ربما ينقل القراء من الدموع إلى الابتسامة.
وقال عطوان عن كتاب مذكراته إنه 'سيرة ليست لتصفية حسابات شخصية لكنها لعذابات العربي'. وأضاف انَّه مزيج من السيرة الذاتية والتحليل السياسي والأدبي والروائي، مبينا 'استغل تجربتي السياسية والإعلامية لشرح المرحلة من خلالها'.
هو واحد من 11 طفلا لعائلة 'تنحدر' من أسدود، وبعد الانتهاء من الدراسة الابتدائية في مخيم رفح للاجئين في غزة، أكمل دراسته الإعدادية والثانوية في الأردن العام 1967 ومن ثم في القاهرة.
وينتقل عطوان الذي يأتي إلى عمان بعد انقطاع دام 10 أعوام، في صفحات كتابه من خروجه من مخيم دير البلح في قطاع غزة وصولا إلى الأردن حين كان عمره 17 عاما، وعمله في مصنع ماركا للبندورة وسائقا على سيارة جمع النفايات في أمانة عمان، وصولا إلى انتقاله إلى مصر ودراسته الصحافة هناك في جامعة القاهرة متحولا بعد التخرج إلى سائق تاكسي عابرة للحدود مع ليبيا وما واجهه في ليبيا من مفارقات وقصص.
وزارَ عبد الباري عطوان مقر جريدة 'الغد' أمس، التقى خلال الزيارة رئيسة تحرير الصحيفة الزميلة جمانة غنيمات، وعددا من الزملاء، متحدثا عن تجربته في كتابة 'وطن في كلمات' والهدف من تأليفه.
ووعد عطوان، بمزيد من الزيارات إلى عمان خلال الفترات المقبلة، مبينا أنه سيبقى مدينا للأردن طوال عمره وهو البلد الذي احتضنه بعد رحيله من غزة وهو شاب في السابعة عشرة من عمره.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو