مع استعراض منجزات شخصيات أردنية ممن تم تكريمهم في مؤتمر العلوم الذي عقد الأسبوع الماضي، ومع قراءة سيرهم الذاتية والاطلاع على منجزاتهم على المستويين؛ المحلي والعالمي، نزداد إيمانا بقدرة الإنسان الأردني على النجاح والوقوف بثقة في قائمة العلماء.
خلال مؤتمر العلوم الذي رعاه الملك في البحر الميت، جرى تكريم عدد من الشخصيات ومنحهم لقب العلماء، وهم كذلك، في مختلف التخصصات بدءا بالطب وليس انتهاء بالرياضيات.
اللافت أن عددا منهم ما يزال يعمل في مؤسسات وطنية، وهم مستمرون في تحقيق إنجازاتهم من مواقع محلية، فيما غالبيتهم في مؤسسات أجنبية، ما يثير في النفس ألف سؤال، متى غادَرنا هؤلاء ليبنوا العالم ويحققوا منجزاتهم، وكم خسرنا بغربتهم هذه وهم الذين كان يمكن لهم أن يسهموا في التقدم والتنمية؟
نبل الفكرة يتأتى من تقدير هذه العقول الأردنية والاحتفال بها، وأيضا تذكيرنا أن بيننا علماء وأفرادا حققوا منجزات في مختلف القطاعات، حتى الرياضية منها والفنية، وصاروا سفراء يخدمون اسم الأردن أكثر من سفراء السلك الدبلوماسي.
الاحتفال وتكريم الأردنيين العلماء العاملين في الخارج، أيضا، يفتح الباب على مصراعيه أمام فكرة هجرة العقول الأردنية إلى كل الدنيا، وهي الظاهرة التي ارتفعت وتيرتها خلال السنوات الماضية لأكثر من سبب.
الهجرات لا تقتصر على العلماء، بالتأكيد، بل تكاد تكون الفكرة الأهم في عقل ووجدان كل أردني يطمح لحياة أفضل، ويعتقد أنه لا يستطيع تحقيقها محليا بسبب البيئات التي تدفن الإبداع والمبدعين، لأسباب ترتبط بالحالة العامة السلبية أولا، والنظام التعليمي ثانيا، والتشريعات ثالثا، وغيرها من الأسباب.
التغيير يرتبط بشكل وثيق بتطوير التعليم والتعليم العالي وخلق هوية جديدة للاقتصاد تستوعب التغييرات التي طرأت على الاقتصاد العالمي، لأن ما يحدث في ذلك الجزء من العالم سريع التطور والنمو، وهو نظام يعتمد أولا وأخيرا على الفرد والأفكار الجديدة وليس النفط والثروات.
اليوم في العالم عملة افتراضية اسمها البيتكوين وهي نوع من الأصول الافتراضية الجديدة التي تسمح بتقليل الوقت المستغرق في إجراءات التعاملات بالعملة الإلكترونية، إلى هنا يصل التطور ونحن ما نزال غارقين بجدل بيزنطي حول ضرورة تغيير المناهج، لتأخذ الأجيال المقبلة إلى حالة مختلفة من التفكير والعمل.
تطور الاقتصاد وما نراه من شيوع كبير لفكرة الشركات الناشئة ونموها يهيئ الفرصة لبلد مثل الأردن أن يكون جزءا من الاقتصاد الجديد، ولا ينقصنا لتحقيق ذلك إلا تأهيل الإنسان وتطوير مهاراته وإمكانياته.
فاليوم؛ الاقتصادات لم تعد تعتمد على الثروات الطبيعية، بل على الأفكار والتكنولوجيا، لذلك نرى تطبيقات وأفكارا لمشاريع لم تكلف أصحابها كثيرا من المال للتنفيذ صارت اليوم تساوي مليارات الدولارات.
نفخر جدا بعلمائنا، ويا ليت لو وجدنا عنهم عناوين في كتبنا المدرسية، لنقول لأطفال الأردن إن بينهم علماء في الطب والهندسة والجينات والفلسفة، حققوا إنجازات عظيمة وحفروا أسماءهم في صفحات التاريخ، وأن نفرد لهم صفحات عن أبناء بلدهم الذين يصنعون الحاضر والمستقبل، وأن لا نقف عند جزء من الماضي فقط.
بين نجوم العلوم مديرو دوائر علمية في أهم الجامعات والمعاهد على مستوى العالم ومنهم عالم الكيمياء وأحد المرشحين لجائزة نوبل للكيمياء 2015، وأحد علماء الكيمياء في العالم، ومؤسس ورئيس معهد بيركلي للعلوم العالمية وخبير في تكنولوجيا النانو في جامعة إلينوي في الولايات المتحدة الأميركية، وأطباء من طراز رفيع في كلية مايو كلينك للطب، وبروفسور في مجال الآثار والأنثروبولوجيا، وغيرهم من العلماء في مختلف الحقول. فمتى سنعلم أطفالنا شيئا عن نجومنا الحقيقيين؟
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو