هناك مشاريع كبيرة ومعقدة بصراحة، ليس من السهولة الخوض فيها، أعني ليس من البساطة،وبما أنني وصلت الى لفظ البساطة، فدعوني - رجاء- أدخل الى البطاطا، فهي أصبحت سيرة في الأردن وفي لبنان، وتمت بشأنها اتصالات هاتفية على مستوى رؤساء الحكومات، والأهم أن بعض المتعطلين عن أي / كل شيء طبخونا مع البطاطا، وجانبتهم الدقة والبساطة:
وزير الزراعة «النشمي»، لديه عمل ميداني مستمر، لا يتوقف، ويستحوذ على كل أوقاته، ومع ذلك هو مطلوب وحاضر في وسائل الإعلام المهنية وغيرها، والمتضخمون الفارغون منهم والمليئون، يتأففون من عدم خروجه معهم على الهواء «قال»، ليتحدث ويطبخ معهم «بطاطا»، فهؤلاء يعتقدون أن مادتهم مثييييرة وفيها نجومية حين يلتقون بوزير أو يحدثونه ع الهوا، وهذا هو همهم وليست المعلومة والخبر والحقيقة، المهم يطلع الوزير معهم، وهنا أتمنى لو تقاطع الحكومة ومسؤولوها كل وسائل الاعلام الخاصة، فالذي يريد الخبر فليأخذه من وسائل الاعلام الرسمية، أو ليذهب للمختص في أية مؤسسة ويقابله او يهاتفه للحصول على المعلومة، الوزراء والمدراء العامون لديهم أعمال، ولا يمكن لهم أن يتسمروا في مكاتبهم من أجل حشود الاعلاميين الذين لا أستطيع احصاءهم عددا أو حتى معرفتهم.
المهندس جمال البطش، مساعد أمين عام وزارة الزراعة للثروة النباتية..لديه معلومة مختصة ورقم وذاكرة مليئة بالوثائق والتاريخ الزراعي النباتي الأردني، وهو بيت خبرة يمكنني القول بأنه من أميز بيوت الخبرة العربية في مجاله، ويمكنه التحدث معكم عن أي موضوع في الثروة النباتية (حتى المرحوم مازن القبج ما بشبِّر معه)، فدعوني أنقل لكم قصة وطبخة البطاطا نقلا ببساطة، لأنني سمعت أغنية قديمة تقول ع البساطة البساطة يا عيني ع البساطة..وفيها تقول المطربة: بفطرها زيتونه وبعشيها بطاطا:
عن البطاطا يقول البطش: مشكلة استيراد البطاطا من الشقيقة لبنان ليست جديدة، فمنذ عام 2015 نعاني مع الجانب اللبناني من عدم الالتزام بالمعايير الدولية، في استيراد وتصدير المنتجات الزراعية، حيث تبين لنا عام 2015 وجود آفة حَجْرية اسمها النيماتودا الحويصلية، غير مسجلة أردنيا، وهي خطيرة جدا حيث تصيب العائلة الباذنجانية، كالبندورة والبطاطا والفلفل والباذنجان وغيرها، وتنتشر في الأرض الزراعية على هيئة بقع يصعب تتبعها وحصرها، وتنتقل مع التربة، حيث نخشى أن ندخل عينات منها لمختبراتنا، بانتقالها لأرضنا الزراعية، فنودع 70% من منتجاتنا من الخضراوات لو انتشرت في أراضينا لا قدر الله، فنحن نمنع دخولها لخطورتها، ولأن المادة 23 من قانون وزارة الزراعة تحظر ادخال المنتجات المصابة بالآفات والأوبئة، وكذلك تعليمات الحجر الصحي، ومع ذلك:
تعاملنا مع الجانب اللبناني بطريقة مرنة، فطلبنا منهم عام 2015 تزويدنا بالمناطق اللبنانية المصابة بهذه الآفة، وبيان اسماء المزارع المصابة لحصرها وعدم السماح بدخول أي «بطاطا» قادمة منها، ولم يلتزموا دوما، فأوقفنا دخولها دوما.
وفي عام 2016 فوجئنا ثانية بعدم التزام الجانب اللبناني، فأوقفنا الاستيراد ثانية ثم ثالثة ورابعة، وفي العام الحالي، أعني الآن: يوجد في العقبة أكثر من 160 ارسالية (براد/حاوية) من البطاطا اللبنانية، ولا أوراق تبين مصدر انتاجها من أراضي لبنان الشقيق، ولا دليل على خلوها من النيماتودا، ولا يمكننا حتى أخذ عينات لمختبراتنا لفحصها، فالمرض ليس مسجلا لدينا، ولا يمكننا ضمان سلامة العينات من الآفة، وبناء عليه لن نسمح بدخولها الى الأردن، فهي شحنة بلا أوراق ثبوتية تؤكد أنها منتجات تخلو من النيماتودا، حيث لم يلتزم الجانب اللبناني بشروطنا التي ناقشناها آخر مرة في أيلول الماضي، مع الوفد الرسمي اللبناني برئاسة وزير الزراعة في لبنان..فهل نغامر بإدخال هذه الشحنة التي قد تؤثر على منتجاتنا من الخضار في المستقبل، وتؤثر على سائر مساحاتنا المزروعة ؟!
هذه قصة البطاطا ببساطة، أم عن قصة بتفطرني زيتونه:
فاعلموا رحمكم الله أن وزير الزراعة افتتح حتى الآن 5 احتفاليات وقصص نجاح في مختلف محافظات الأردن تتعلق بالزيتون، حيث أثمرت جهود الوزارة ومديرية الزيتون والقطاع الزراعي الأردني عن ارتفاع كبير في منسوب انتاج الزيتون هذا العام 2017، ومقارنة بالعام الماضي يكفينا القول بأن الانتاج المتوقع لزيت الزيتون هو 36 الف طن مقارنة بـ 20 الف طن العام الماضي، أي بزيادة بلغت أكثر من 38%، علما أن الاستثمارات في هذا القطاع تزيد عن ملياري دينار، حيث لدينا في الأردن أكثر من 135 معصرة حتى الآن..
هذا حديثنا عن النجاحات والجهود والأمانة ..عن البطاطا ببساطة..وعلى أي حال ولمزيد منه تابعوا حلقة اليوم من برنامج الاعلام والشأن العام في الثامنة والربع مساء على أثير إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية. «من دون وزراء يحكوا..».
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو