السبت 2024-12-14 14:59 م

عن اللاجئين السوريين

09:24 ص

لم يكن الأردن في يوم من الأيام إلا بلدا مضيافا ولم يكن دائما وأبدا إلا مع أشقائه العرب في كل الظروف والأحوال وقد استقبل عام 2003 عندما شنت الولايات المتحدة الحرب على العراق مئات الآلاف من الأشقاء العراقيين الذين هربوا من نيران الحرب وها هو يستقبل الآن مئات الآلاف من الأشقاء السوريين الذين هربوا أيضا من نيران الحرب وأقام لهم المخيمات لإيوائهم وقدم لهم كل ما يستطيع تقديمه ضمن إمكانياته المحدودة.

لا يستطيع أحد أن ينكر أن وجود هذا العدد الضخم من اللاجئين السوريين قد شكل ضغطا كبيرا على موارد الأردن الاقتصادية خصوصا وأننا نعاني من شح شديد في المياه بل وشكل وجودهم ضغطا كبيرا على قطاعات مختلفة وهذا بالطبع كانت له نتائج سلبية على المواطنين الأردنيين.
من المفروض أن اللاجئين السوريين يجب أن يقيموا في المخيمات المخصصة لهم وأن تكون المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مسؤولة عن كل ما يتعلق بهم سواء عن إطعامهم أو معالجتهم أو تدريسهم لكن يبدو أن المنظمة الدولية لا تقدم إلا القليل القليل والعبء كله يقع على الأردن المحدود الإمكانات.
ومن يتوجه إلى أي مركز صحي يجد أن عدد اللاجئين السوريين في معظم المراكز الصحية أكثر من المواطنين الأردنيين ونحن لا نعترض على مراجعتهم لهذه المراكز لكن المشكلة أن كميات الدواء الموجودة في مراكزنا الصحية محدودة جدا لذلك عندما يذهب المواطنون الأردنيون لمراجعة هذه المراكز لا يجدون معظم الأدوية التي يحتاجونها لأنها تكون قد نفذت ولم يبق منها شيء.
اللاجئون السوريون إخوتنا وأشقاؤنا ونحن نرحب بهم من كل قلوبنا لكن المفروض أن يبقوا داخل المخيمات المخصصة لهم لا أن ينافسوا الأردنيين سواء في العمل حيث نجد أن هؤلاء الإخوة قد انتشروا في كل قطاعات العمل أو في الحصول على الأدوية التي هي في الأصل مخصصة للأردنيين.
والسؤال المهم الذي يسأله الجميع هو: لماذا يسمح للإخوة السوريين بمغادرة مخيماتهم ومن الذي اخترع موضوع الكفالة أي أن أي لاجىء سوري يستطيع مغادرة المخيم إذا كفله أحد الأردنيين ولا ندري ما قيمة هذه الكفالة وما هي حدودها وهل تخول اللاجىء العمل في أي مكان يشاء وأن يتعالج على حساب المواطن الأردني في المراكز الطبية بحيث يحصل على الأدوية التي يحتاجها مجانا في الوقت الذي لا يجد فيه المواطن الأردني هذه الأدوية ولا يستطيع شراءها من الأسواق بسبب ارتفاع أسعارها.
كما قلنا في البداية فإن الأردن بلد العرب جميعا والأردنيين لم يكونوا إقليميين في يوم من الأيام وقد فتحوا قلوبهم وصدورهم لإخوتهم العرب قبل أن يفتحوا بيوتهم لكن الظرف الاقتصادي الصعب الذي يمرون به اليوم يجعلنا نتساءل عن الأسباب التي تجعل المواطن الأردني عاجزا عن الحصول على الدواء والماء لأنهما أصبحا غير متوفرين بسبب الضغط على هذه الموارد ولعدم توفر الإمكانات المادية لزيادة كمية الأدوية المخصصة للأردنيين.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة