من اكثر اخطاء الدولة الاردنية فداحة هي انها لم تضع في يوم برنامجا وطنيا لمعالجة
(المتمسح) حتى وصل المرض الى اعلى المستويات..
(المتمسح) في تعريف الاردنيين هو ذلك الشخص الذي لا يرسل ولا يستقبل ولا يبالي ولا يبدي أية ردة فعل مهما كانت الضغوطات..
وعادة لا (يتمسح) الانسان الا اذا كانت هناك بيئة مناسبة (للتمسحة) والبيئة الاردنية هي من أخصب البيئات في العالم لانتشار مثل هذه الظاهرة ..
في افريقيا ان (تمسح) المواطن قد يكون مصيره (القتل) لان زعيم القبيلة هناك قد ينفد صبره بسرعة في التعامل مع هذه النوعية..
وفي اوروبا قد يكون مصيره احدى المصحات النفسانية ولا يغادرها الا بعد أن يبدي تجاوبا في ردة الفعل مع ما يدور حوله..
اما في امريكا فيتم الحجر عليه ولا يستطيع ان يتولى أية وظيفة عامة طوال حياته لان السياسة الامريكية فيها مرونة عالية في التعاطي مع الازمات بما يحقق مصالحها السياسية والاقتصادية فإن تولى (متمسح) منصبا مهما قد يقود امريكا الى الهاوية..
الاردن قد يكون الدولة الوحيدة في هذا العالم الذي لم يعطِ اهتماما لهذه الظاهرة حتى استشرت وكان ثمنها ان الوطن أصبح يعاني الامرين من وجود هؤلاء..
حين يكون (المتمسح) طالبا يتركه المعلم يفعل ما يشاء لان الضرب والتوبيخ لا يستجديا نفعا معه فتكون النتيجة ان أصبح (المتمسح) رمزا من رموز الصف طالما لا يستطيع المعلم ان يتكلم معه.. ونود ان نشير هنا الى ان (المتمسح) ليس شرطا ان يكون ضعيف الذكاء بل قد يكون نابغة، لكنه عديم الشعور ان (تبهدل) في موقف ما..
بعد ان ينهي دراسته تجده قد اصبح موظفا عاما او خاصا وما ان يستشعر المدير المسؤول عنه انه (متمسح) يغض الطرف عنه فتجده يداوم وقت ما يشاء ويعمل وقت ما يشاء فتكون النتيجة انه أصبح (سيدا) بين زملائه طالما لا يستطيع احد ان يتكلم معه..
وفي عشيرته اصبحت له مكانة مرموقة طالما ان جميع ابناء عمومته يتجنبون مناقشته فتجده يأمر وينهى من دون اعتراض احد ..
(المتمسح) ومع كل هذه التسهيلات والامتيازات المقدمة له لا يتردد لحظة في زيادة (تمسحته) مع انه قد يتسبب بالجلطة لمن يتعامل معه ..
لا خطر على الدولة من طالب (متمسح).. ولا من موظف (متمسح).. ولا من عالم
(متمسح)..
الخطر كل الخطر هو من مسؤول (متمسح)..
تسمعه النقد الجارح.. واللفظ الفاضح.. والاهمال الواضح..
فتزيد (تمسحته).. وتزداد معاناتنا !!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو