نفهم منطق مساندة التغيير في سوريا فهذه قضية وطنية تستدعي مساندة الشعوب العربية التائقة الى الحرية والكرامة.
ولكننا لا نفهم تحوّل هذه المساندة الى صراع مذهبي وطائفي وعرقي.. بانتصار علماء السنّة للطائفة ضد «الرافضة» و»العلويين» و»الفرس»، فهذا التقاتل الذي تحوّل من احتجاج شعبي الى صراع السنّة والشيعة، وامتداد الصراع الى لبنان والعراق وايران، هذا التقاتل تدنى الى مستوى غريزي وحشي، لا صراع ثوار الحرية على طاغية، ولا حملة افكار وعقائد ضد حكم الديكتاتور.
يتحمس الرئيس المصري في عزّ ازمة الحكم الاخواني، فيقطع العلاقات مع سوريا، ثم ترتفع مستويات التحريض الطائفي الى الفتك بجماعات يقال انهم تشيعوا.. ذبحا بالسكاكين.
كيف يفتي «علماء دين» بالجهاد ضد «الرافضة» في سوريا؟ كيف يدعون الى الجهاد، والهدف الاساسي هو التغيير الذي تستحقه سوريا، ذات المجد؟ ألا يشعر هؤلاء المفتين بطعم السمّ الذي يضعونه في فم «مقاتل» يمسك بجندي سوري فيفتح صدره ويأخذ قلبه ويلوكه؟
ما هي مواصفات الجهاد أليست هي من وضعها ابو بكر لقائد اول جيش متجه الى الشمال، ولا تقطعوا شجرة ولا تذبحوا شاة، ام اننا نسينا فصرنا كلنا من جماعة هند آكلة الكبود؟
دخلنا كلنا في الربيع العربي مع اننا كنا من المترددين وقلنا ان كل اخطاء الديكتاتوريين يمكن اصلاحها بالديمقراطية، ولكن الذي حدث ان ثورات الربيع انتهت الى ايد فاشية، والى مجموعات أميّة صدقت انها هي التي ازالت الطاغية، ففي ليبيا انتهى عهد القذافي وابتدأ عصر الميليشيات التي صدقت انها اسقطت النظام، وليست طائرات الحلف الاطلسي التي كانت تدمر كل ما يقف في مشوار الثوار من بنغازي الى طرابلس، وهي الان لا تريد ان تكون جزءا من الدولة الديمقراطية، وترفع سلاحها في وجه المجلس الوطني، ووزارات الدولة، واخيرا في وجه «الجيش».
سوريا، وما انتهت اليه احوال الصراع الذي ابتدأ بمظاهرة احتجاج ثم صار صراعا مسلحا اوصل الجميع الى حرب اقليمية لم تجد غير السنّة والشيعة مادة لحريق الوطن الجميل، ودعوة كل المتاجرين بالدين الى دخولها في لبنان والعراق وليبيا ومصر، وانهمر المال على الجماعات المسلحة، ونسي هذا المال ان مليوني سوري خرجوا من وطنهم حفاة عراة بحاجة الى ايواء وطعام وماء ودواء ومدرسة.
قلنا إن كل ما نستطيع تقديمه الى سوريا هو ابقاء الانتفاضة المباركة على صفائها الاول، وابقاء النظام على اسلوبه القمعي بتسليح الصراع، ثم توسيعه بحيث يشمل المنطقة كلها، سيؤدي الى استعمال الاسلحة المحرّمة، الطائفية، والمذهبية، والعنصرية، وصرنا نسمع ان هناك جهادا، وان هناك «رافضة»، واننا عدنا الى حرب علي ومعاوية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو