السبت 2024-12-14 19:59 م

«عيد» في وسط البلد

07:24 ص

اتصل بي كائن زعم أن اسمه «عيد». وقال ـ لا فُضّ فوه ـ، انه يتابع ما أكتبه عن «وسط البلد»، ويظن أنني أتحدث عن عالم «الاساطير». فاقترحتُ عليه ان نلتقي في «سقف السّيل» لكي يرى ويتأكد أنني أكتب عن عالم «حقيقي».


كان يوم «الجمعة» رابع أيام عيد الأضحى، أطول يوم في عام 2013، أو هكذا تخيّلته.
فقد استيقظتُ مبكّرا وتناولتُ شيئا من «الفول» على عجَل وصوبتُ وجهي نحو «وسط البلد».
كنتُ أظن أن عمّان لا تزال نائمة، بحكم ان أهلها أُتخموا من تناول اللحوم، واليوم «جُمعة»، وقد سهروا الليل بطوله.
لكن الناس في مدينتي نوعان، نوع غير آبه لما يجري من فقر وغلاء وفوضى، ونوع «مدمّر» اقتصاديا ومعنويا. وتشاء الاقدار ان يكون «عيد» من النوع الثاني.
رغم أن اسمه كما اسلفت «عيد»، لكنه «غير سعيد». فأول ما بادرني قائلا: مش صاحبك عبد الله النسور.
قلت: والله بتشرف إن دولته بعرفني، لكني لا أزعم أن العلاقة أكثر من ذلك.
أضاف «عيد» والذي ليس له من اسمه نصيب: قل له ـ يقصد دولة أبو زهير او الحاج عبدالله النسور ـ، أن يخفّض الأسعار.
قلت له: حاضر لما يرجع من الحج.
ومضى كل منا الى غايته، بعد أن فقدته في زحام الكائنات في «شارع طلال».
سرتُ وحدي وكانت فرصة ذهبية لممارسة أقصى درجات «السنكحة» بحريّة تامة. واكتشفتُ أن نصف سكّان عمّان وربما المحافظات جاءوا الى»سقف السّيل».كي يبحثوا عن ملابس «بالة» او ما «رخُص ثمنه» من الأشياء القديمة والنادرة.
اشتريتُ شريط كاسيت لمغنية البوب الكندية سيلين ديون صاحبة اغنية «will go on my heart» ودفعتُ ثمنه عشرة قروش. قلتُ ألحق بركب الحضارة، وتذكرتُ أن ثمة تمثال للمطربة سيلين ديون في وسط مدينة نيويورك، بينما شريطها يباع في «سقف السيل» بعشرة قروش.
لكن أكثر ما أزعجني في تجوالي، تلك السيدة التي انثنت تنبش في كومة الألعاب المُسْتعملَة ضاربة «بقفاها» أو «مؤخرتها» للدقّة عرض الشارع، غير آبهة لحركة السيارات والكائنات العابرة. وهو ما كان يفعله كثيرون «على طريقة حنظلة» ممن كانوا يفتشون عن أشياء بعشرة قروش واداروا ظهورهم للشارع.
تابعتُ سيري، كنتُ أبحث عن «عيد» الذي اختفى فجأة وسط الزحام!!.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة