الأحد 2024-12-15 00:40 ص

غموض واستفهام حول مصير حازم أبو غليون

04:42 ص

الوكيل - يثير فقدان الشاب حازم عبدالله أبوغليون '20 عاماً'، والذي خرج من منزله في مخيم حطين في السادس والعشرين آذار(مارس) الماضي، علامات التساؤل عن مصيره، خاصة أنه يعاني من اعاقة عقلية ونطقية وسمعية منذ ولادته، ولا يقوى على عمل أي شيء وحده.
لم يعد (حازم) منذ ذلك اليوم إلى منزله، ما جعل والدته مريم حماد، تصاب بصدمة كبيرة وهي تفكر به وبمصيره المجهول. ومنذ ذلك الحين لم تتوقف عن رحلة البحث عن ابنها، الذي اعتاد يوميا أن يخرج إلى الشارع بجانب المنزل، للاستمتاع بمراقبة وجوه الناس أثناء تنقلهم في منطقة الرصيفة، من ثم يعود إلى المنزل.
تقول والدته مريم حماد والتي بحثت عنه في مختلف منازل الأقرباء وذويها والجيران وبين الأبنية وفي الشوارع والأزقة، 'بعد أن فقدت الأمل بالعثور عليه قدمت بلاغا إلى الشرطة، ونقلت لهم التفاصيل كاملة، متأملة حتى اللحظة أن يعود إلى حضني، ولكن لم يحصل شيء لغاية اللحظة، وكل ما صدر عن الشرطة هو الاتصال بي مرتين على هاتفي النقال لسؤالي أنه في حال وجدته علي أن أحضر لإقفال المحضر الذي فتحته'.
وتبين الأم أن ابنها كان يخرج يوميا من ثم يعود للمنزل، لكنه لم يعد لغاية الآن، لافتة إلى أنها وبعد أن توفي زوجها منذ أربعة أعوام، تتحمل مسؤولية ابنها حازم واخوانه الثلاثة الصغار في المنزل، من دون مساندة أحد، تقول 'الآن لا يهمني سوى أمر واحد هو ايجاد ابني حازم، فأنا لم أعد أقوى على عمل أي شيء لأن عقلي وقلبي منشغلان بمصيره'.
وتتساءل حماد، والألم يعتصر قلبها: ما الذي حصل لولدي المريض والذي يعاني من الكثير من الإعاقات؟.
في كل ليلة تخلد الأم إلى سريرها، تجد نفسها محاطة بالتفكير بمصيره، وماذا جرى له، كيف يأكل وأين ينام، وهل قام أحد باختطافه لسبب ما؟ أو أنه تعرض لحادث دهس وهرب السائق خوفا من السجن، تلك التساؤلات لا تغيب عن بال الأم وغيرها من الأفكار التي حولت حياتها البسيطة إلى جحيم لا يطاق.
وبعد رحلة البحث المتواصلة عن ابنها، لم تجد الأم حماد أحدا يساعدها لا من الأقارب أو من الجيران، ولا حتى من جهات حكومية، تقول 'أنا أريد أن أعرف سر اختفائه الذي مر عليه أكثر من شهر ونصف أو أي شيء عنه.. أريد الاطمئنان عنه ومعرفة مصيره'.
وبالرغم من معاناة الأم التي لا تتوقف، ما يزال يراودها الأمل بأن تجده، فهي مع اشراقة كل صباح تجول في مختلف المناطق، وتزور مراكز الاعاقات والتسول للبحث عنه.
وتشعر الأم بحزن شديد كلما تذكرت أن ابنها حازم يصاب بتشنجات ونوبات عصبية شديدة، وهو بحاجة لعلاجات يومية، ومتابعة مستمرة، 'ذلك يخيفني أكثر على مصيره وحاجته لمعين في هذه الحياة، فهو غير قادر على عمل أي شيء وحده، فضلا عن أنه لا يقوى على الكلام أو التعبير عما يجول بداخله'.
تقول 'إنه لا يقدر على تناول الطعام والشراب وحده، فأنا من يقوم باطعامه، ومساعدته في كل شيء، وأهتم به، واعطيه الدواء في وقته، متسائلة بألم: هل ما يزال على قيد الحياة'.
تقول وهي تدعو الله أن تجده، 'أتمنى أن يطمئن قلبي وأعرف أين ابني.. فأنا منذ اختفائه لم أذق طعم الراحة ولا الأمان'..


(الغد)


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة