الأربعاء 2024-12-11 13:47 م

.. غوغل أمام محكمة أردنية!

10:24 ص

كل الاحترام للسادة المح\\دط
ظامين الذين اقاموا دعوى على شركة «غوغل» الأميركية التي عرضت في «اليوتيوب» فيلماً مسيئاً للرسول الأعظم. فالعادة أن يتصدى خطباء لمثل هذه الجريمة، وقد يدعو أحدهم إلى مقاطعة المنتجات الأميركية، وقد نجد من هو يفكر بإطلاق النار على رأس السيد «غوغل»، وابنه «اليوتيوب»!!.

رتب المحامون المحترمون الثلاثة قضيتهم، ورفعوا دعوى أمام محكمة بداية الجزاء، مستندين في ذلك إلى معاهدات دولية ضد التمييز العنصري والديني، وإلى قانون المطبوعات الأردني!!.
وحتى نفهم فعّالية العمل الحقوقي في جهد المحامين فإنّ أيّ حكم في محكمة جزاء عمان ضد شركة «غوغل» يصبح واجب التنفيذ في أميركا. شرط أن تكون القضية مكتملة. وقد دفع ذلك الشركة العملاقة إلى البحث عن محامين للدفاع عنها أمام المحكمة الأردنية.. وقد سمعنا أن أحداً لم يتطوّع لهذه المهمة من المحامين الأردنيين.. مع أن مكتب محاماة يمثل الشركة في عمان.
ما نريد أن نصل إليه من قضية الدعوى على «غوغل»، هو إلى جانب الإشادة بالمسؤولية الأخلاقية والمهنية التي تصدى لها المحامون الثلاثة، هو الفهم بأننا نعيش في هذا العالم الواسع ونتعامل معه وليس في الفراغ، وأن هذا التعامل تحكمه أخلاقياً مبادئ وقيم يشترك فيهما كل الناس. ولا معنى لمنطق العجز الذي نمارسه بحجة أن أميركا تحكم العالم، وأن العالم ضد الإسلام والمسلمين.. فأميركا تحكم خارج حدودها الضعاف في هذا العالم. وأن أحداً لا يستطيع المساس بالإسلام إذا كان هناك من يدافع عنه!!.
بنت إسرائيل وتبني جداراً خرسانياً علوه ستة أمتار لعزل مواطنيها عن الفلسطينيين. ولعلنا نعرف كلنا أنه لم يتحرك أحد جدياً ضد هذه الجريمة العنصرية إلا بواسل قرية بلعين التي بقيت تتظاهر وتحشد آلاف الناس من الأوروبيين والأميركيين والإسرائيليين للتظاهر على الموقع الذي كان مخططاً وضع الجدار عليه .. والأردن الذي ذهب إلى محكمة العدل الدولية بالوثائق والأرقام. وقد صدرت في وقت واحد: حكم محكمة إسرائيلية بضرورة تغيير خارطة الجدار العنصري ليكون خارج نطاق بلعين وأراضيها الزراعية، والمحكمة الدولية بعدم شرعية الجدار العنصري.
المحامون الثلاثة، هم بوقوفهم أمام محكمة بداية الجزاء في عمان، غيروا معادلة العجز، والقعود، وشتم العالم. فهم يهزون شركة عملاقة.. ويجبرونها أولاً على وقف بث الفيلم المسيء للرسول الأعظم، ويضعونها أمام حكم محكمة أردنية بتعويضات على الطريقة الأميركية.. بالملايين!!
.. في الأردن انتهينا من شتم العالم. واصبحنا نتعامل معه بلغته!!. فقضايانا كانت دائماً قضايا عادلة، لكننا لم نكن نعرف كيف نفرض عدالتها. واكتفينا طيلة ثلاثة أرباع القرن: بشتم العالم!!.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة