السبت 2024-12-14 16:29 م

فات السبت بـ" .. " اليهودي !

12:29 ص

الوكيل - مجدي الباطية - في سوريا تضرب البيوت بقنابل من براميل البارود ، وفي غزة تدك المساجد بالصواريخ ، حتى تل ابيب طالها من الطيب نصيب .


ونحن هنا في الاردن لم نأكل سوى 'الخوازيق' ، وكان اولها عندما 'صدمنا' برئيس وزرائنا المعارض الدكتور عبد الله النسور يرفع الاسعار علينا ، والمصيبة انه يصر ان نتفهم الامر 'انا شخصياً غير متفهم' .

وكان 'الخازوق' الثاني والاكبر الذي اكلناه المعارضة الاردنية التي لدينا ، كيف سقطت في اول اختبار وفرصة قدمت اليها على 'طبق من ذهب' لكسب تعاطف وتأييد الشارع الاردني .

فمعظم الاغلبية الصامتة 'وانا واحد منهم' ، راهنت على عدم 'مغامرة' الحكومة في رفع الاسعار ، وذلك خوفا من ردة فعل الشارع الاردني الذي ستثور 'المعارضة' فيه وتغلي دفاعا عن طعام المواطن ومصدر دفئه.

وكان بإمكانها اقامة اعتصام احتجاجي متحضر تحشد فيه مئات الالوف من الاردنيين ، ولكننا شاهدنا 'معارضة' ساقطة بكل المقايبس ، فالحركة الاسلامية مثلا والتي حشدت عشرات الالوف في مسيرة انقاذ وطن.

هذه المسيرة التي احتفت بها الوسائل الاعلامية التي تملكها 'المعارضة' انها كانت مثالا يحتذى به بالتنظيم واللباقة والنظافة ، لم يحشدوا في مسيرة 'لهيب الاسعار'، كما اطلقوا عليها ، سوى بضعة مئات ، وقد رموا مايكرفاناتهم وهربوا عندما نادى بعض ابناء حراك الطفيلة 'بإسقاط النظام' .

ثمة مثل يقول فات السبت بـ '...' اليهودي ، وكنا نسمعه ونحن صغار ، ويعني ان الامر قد انقضى وتكشف ، فقد فهمنا الان ان لا معارضة لدينا ، وكلها تعمل لمصالحها الخاصة ، فعندما

يحشد لمسيرة انقاذ وطن عشرات الالوف ، وهدف المسيرة هو قانون الانتخاب ، وهدف الاسلاميين منه نيل المزيد من المقاعد لها تحت القبة ، ومن ثم الوصول على حكومة برلمانية ، يشكلون معظمها

وبعدها المطالبة بالتقليص من صلاحيات الملك ، والوصول الى هدفهم في الحكم الذي اصبح مكشوفا وواضحا بعد هذا الفشل المدوي بالدفاع عن قوت المواطن .

اما باقي الاحزاب مثل اليسارية والقومية التي مللنا من بياناتها ، فتارة تشارك بالانتخابات وتارة تقاطعها ، والنقابات التي فشلت في حشد اكثر من مئتين شخص في مسيرة هزيلة سحقها 'مظهر'الدرك بلحظات قبل الوصول الى الدوار الرابع .

حتى من اعطى زخماً لاخبار الاحتجاجات في المملكة ، كانوا ابناء العشائر والوطنيين في القرى والبوادي والمخيمات، الذي خرجوا بصدق خوفا على قوت عيالهم ، ولكن دخول بعض المخربين بينهم اضعف موقفهم وجعلهم يقفون بصف الوطن على حساب رزقهم .

على ماسبق وصدقوني هذا رأي الاغلبية الصامتة في الشارع الاردني نطالب 'المعارضة ' بجميع اطيافها ان لا تستخدمنا 'جسرا' لتحقيق مطالبها ، وقد رضينا بما كتبه الله لنا ، واذا كان النسور قد ظلمنا فقد وكلنا امرنا لله ،وهو مولانا ونعم النصير.

ولو كان بكم خيراً كنا شاهدناه منذ اليوم الاول لرفع الاسعار ، اما الان وقد انقضى الامر ومر اسبوع عليه ، فقد فات السبت بـ '... ' اليهودي .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة