الجمعة 2024-12-13 21:57 م

فشل بعد فشل

03:04 م

اشراق حسن العمري - بدأت هنا في حافة الطريق التي وقعت بها , عندما ضحك علي من مروا في الشارع , و بقيت أنتظر أحدا ليمد لي يد العون لكن دون جدوى , لمَ تغير الكل من حولي و لم يساعدني أحد , هل عيب لأنني سقطت و خررت أرضا , أم لأنني قد أكون فتاة ؟


في هذه اللحظة , مرّ بخاطري تجوالا سريعا لشريط حياتي الذي مضى عليه الزمان , أنظر الآن من نافذتي لأشم رائحة الهواء العذب بلا ملوثات , لكن تداعبني أفكاري و يسهر ضجيج فكري في مضموني و ضوضاء متمردة في أنفاسي لم يستطع الهواء الدخول بسلام , الصراع وحده كان كافيا لحجز كل ماهو جميل , لم أعهد طوال حياتي صراعا أماتني كهذا لقد أيقنت أن الإنسان قد خلق بقلب و عقل لم يكن كافيا أن يخلق بواحدة عدا الأخرى , شعور الوحدة أمر قاتل لأنك تكمن بالسيطرة على نفسك أمام الآخرين فيرونك واحة من السكون و الاستقرار في بحر الحياة, دون علمهم بأنك تحاول إنقاذ السفينة و شراعها و المحافظة على استقرار نفسك في الحياة ,ثمت هنالك شعور بالفشل لأنني لم أبلغ أهدافي أو لأنني قد انحرفت عما كنت أبغيه ,لن أسأل نفسي لمَ و لماذا , فنفسي كافة على شرح ما حدث حولها من تلقاء يديها .

فشل ومن ثم الرقود و الحسرة و الندم , وبعد ذلك فشل و من ثم الشلل و كأن شيء ما ران على قلبي , وبعد ذلك هل هو فشل بعد ؟

الحياة بها مطبات و لن تبقى على وتيرة ترددها مدى الحياة فهي عرضة للتغيير , عرضة للنهوض و السقوط , عرضة للفرح و الحزن .

الآن تمر بتجوال خاطري شيء ما ., الدائرة البيضاء حتى و إن شابتها نقطة سوداء فإنه لا يجدر بنا ان نسميها نقطة سوداء , و بذلك هل لنا أن ننسى كل نجاح عشناه و نقف على صراع سينقضي يوما بقدرة الله ؟

هل سنتعتبر بأن الحياة انتهت بمجرد فشل واحد , من لم يفشل منا لن يستلذ يوما بطعم النجاح .

أريد أن أنظر إلى نفسي عندما تغلبت على عثرات الماضي و أكملت الطريق بجد و اجتهاد , عندما قررت و عزمت أن أصل إلى ما أنا عليه الآن رغم مواجهتي للعثرات , ألا يعتبر ذلك انطلاقة لأبتسم دوما عندما أذكرها , كفى بنا تعقيدا للحياة كفاني أنا تعقيد للأمور , فالنجاح هو نجاح ,ربما أعلم بأنني لم أصل حتما إلى ما أريده لكنه قد يكون نجاحا بالنسبة لغيري و هكذا يعني أن النجاح انتقال من فشل إلى فشل !

أريد أن أصل إلى موضع النجاح ففي كل خطوة أخطوها سيكون نجاح و إن كان هنالك عوائق فهي سنة الحياة , النجاح أيضا يتطلب منا أن نصغي إلى تغريد أنفسنا و عواطفنا و مواطن تفكيرنا حتى إن كنا بعيدين عن أهواء الغير , نحن لم نخلق كبعضنا البعض و لو كنا كذلك لشائت إرادة الرب بخلق إنسان واحد على الأرض بوحدة قلب و بفكر ثابت , لكننا خلقنا لنتعارف ليكون لدينا عزيمة تشجعنا على التنافس في الحياة , لتستمر الحياة .

ما علي تذكره أنهم قد يكونون الأناس سبب في تحفيزي و إسعادي لكنهم لم يكونوا ذلك النجاح بالنسبة لي , نجاحي يعني أنني أنا من أردت ذلك بعزيمتي أنا بقوة إرادتي أنا , لقد خلقت يوما لوحدي , سأموت يوما و أوضع بالقبر لوحدي لن يحاسب أي إنسان حتى الأقربون عني سأحاسب عن وزري لوحدي , لقد خلقني الله بقلب لأشعر لقد خلقني الله بعقل لأنجح و أتدبر الملكوت فيما حولي .

الآن دعوني أعود قليلا كنت أعني أن هذا كله قد كان في تجوال خاطري و أنا ما زلت ملقاة على الأرض بعد تعثري , إنني الآن سأنهض بإرادتي بيدي أنا , سأنهض بتلقاء نفسي لوحدي لأنجح , لا شي يمكن أن يقف في طريقي إلا إذا أردت أنا ,لا شيء يمكن أن يزعجني إلا إذا فتحت بابي له , إنني أقف الآن و أتطلع إلى السماء الصافية , قد ملئتها بعض الغيوم لكنها إلى زوال , تلك الآلام وتلك المصاعب فانية , فقط جمال الخير هو الباقي.

سأبتسم لأن لي رب أقوى من كل شيء

سأبتسم لأنني إنسانة ناجحة , سأبتسم لأنني أريد أن أبتسم ,لأن بها انتقال فرحة من كائن إلى آخر و الخير صدقة.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة