الجمعة 2024-12-13 20:39 م

فشل ذريع لتوجه إنشاء أسواق خضار وفواكه رمضانية في عمان

01:13 ص

الوكيل - بلا نعي معلن، ماتت الفكرة الحكومية الداعية إلى أسواق رمضانية متخصصة في بيع الخضار والفواكه في العاصمة والتي كانت أعلنت عنها أمانة عمان أخيرا.


فلا أسواق ولا رمضانية ولا متخصصة ولا خضار ولا فواكه في المواقع المفترضة لها، والتي زارتها 'الغد'، ولم تجد من آثارها إلا لوحة اعلانية نصبت أمام تلك المواقع وتحمل اسم 'اسواق عمان الرمضانية للخضار والفواكه'.

وخلت تلك المواقع المفترضة من الباعة والبسطات لتشكل مساحات فارغة تماما، بعدما أخفقت تلك الأسواق من استقطاب تجار لعرض منتجاتهم وبيعها بشكل مباشر للمواطنين.

وأرجع خبراء وتجار خضار فشل تلك الاسواق الى قيام تلك الاسواق على مبدأ نظام 'الفزعة' دون إجراء دراسات ومشاورات مع الجهات المختصة، إضافة الى افتقار تلك الاسواق لخدمات المرافق العامة والإنارة.

وأكد هؤلاء أن بعض المواقع المفترضة لهذه الأسواق لا يتوفر فيها مظلات تقي التجار من حر الشمس الملتهبة، اضافة الى تعقيد الاجراءات من قبل الامانة وفرض تأمينات مستردة بقيمة 100 دينار على كل تاجر يرغب بعرض منتاجاته في تلك المواقع.

وكانت أمانة عمان حددت 10 مواقع لإقامة أسواق رمضانية موزعة في مختلف مناطق العاصمة، وذلك للتسهيل على المواطنين للحصول على احتياجاتهم الأساسية من الخضار والفواكه.

وتوزعت الاسواق على مناطق بسمان (سوق الهاشمي الشعبي)، وماركا (ساحة كراج مؤسسة النقل العام سابقا)، صويلح (مجمع صويلح التجاري/طابق التسوية)، واليرموك (شارع الاميرة سمية/ سوق سمية)، والقويسمة (الساحة القريبة من ملعب القويسمة)، والمدينة (شارع الجيش بعد مجمع رغدان السياحي)، والمقابلين (شارع الصخرة المشرفة مقابل فندق الكراون)، وطارق (قرب دوار المشاغل مقابل مؤسسة النقل العام سابقا)، وبدر نزال موقعان (شارع عائشة بنت اب بكر، وآخر على شارع الامير علي بن الحسين).

وقال رئيس الجمعية الأردنية لمصدري ومنتجي الخضار والفواكه، زهير جويحان، إن الجمعية أبلغت الأمانة من خلال الاجتماعات التي عقدت مع الجمعية أن فكرة إقامة الاسواق لن تنجح لان المزارع لن يستطيع عرض منتجاته من الخضار والفواكه في هذه الاسواق وبيعها للمواطنين بشكل مباشر. وبين جويحان ان معظم محاصيل السلع الاساسية من الخضار والفواكه في الوقت الحالي انتاج مناطق بعيدة عن العاصمة، فعلى سبيل المثال سلعة البطاطا والبندورة انتاج محافظة المفرق، ما يعني ان هنالك تكاليف مالية كبيرة سيتحملها المزارع كبدل اجور نقل. وأكد جويحان ان عدم نجاح تلك الاسواق يعود ايضا الى قيامها على مبدأ 'الفزعة' بعيدا عن اي دراسات أو مشاورات مع جميع القطاعات المعنية، مبينا ان اقامة مثل هذه الاسواق يأتي في ظروف تكون فيها أسعار السلع مرتفعة بشكل كبير وما يحدث حاليا انخفاض غير مسبوق في الاسعار، خصوصا الخضار والفواكه.

أما رئيس لجنة الاسواق الشعبية المتنقلة، محمود ابو العرايس، فقال ان تعقيد الاجراءات من قبل امانة عمان وفرض تأمينات تصل الى 100 دينار لكل 3 متر مربع سبب رئيس في عدم نجاح مشروع الاسواق، مبينا ان هذا المبلغ يشكل رأسمال لمعظم تجار الخضار والفواكه.

واشار ابو العرايس الى أسباب أخرى وراء فشل تلك الاسواق الرمضانية في العاصمة تتمثل بتأخر الاعلان وغياب خدمات المرافق العامة والمظلات عند بعض مواقع اقامة تلك الاسواق.

من جانب آخر، اكد الخبير الاقتصادي الدكتور هاني الخليلي أن فشل إقامة الاسواق الرمضانية التي اعلنت عنها الحكومة يعود الى التخطيط العشوائي وغياب التنسيق مع الجهات المعنية عند التخطيط لاقامة مثل هذه الاسواق.

وبين الخليلي ان تجربة الاسواق الرمضانية التي كانت تقام خلال السنوات الماضية لم يكتب لها النجاح ولم تسهم في الحد من ضبط انفلات الاسعار وذلك بسبب سوء الإدارة والتنظيم.

وقال الخليلي إن نجاح الاسواق الرمضانية يتطلب عقد اجتماعات مع المعنيين في القطاع قبل اشهر من حلول شهر رمضان، والاستماع الى مقترحاتهم حول العناصر الواجب توفرها من اجل نجاح اقامة تلك الاسواق.

بدوره، عزا مدير دائرة الأسواق المتخصصة في الامانة، ضرار الغوانمة، إلى عدم نجاج إقامة الأسواق الرمضانية في العاصمة إلى أحوال الطقس وارتفاع درجات الحرارة الى مستويات عالية، الأمر الذي حال دون تشجيع المزارعين والتجار على عرض منتجاتهم من الخضار والفواكه في تلك الاسواق.

وبين الغوانمة ان انخفاض اسعار الخضار والفواكه في السوق المحلية أثّر ايضا على عدم اقبال التجار للاستفادة من هذه الاسواق، مؤكدا أن الهدف من اقامة تلك الاسواق يتمثل في البيع بشكل مباشر وتقليل الحلقات التسويقية وتخفيض الاسعار.

وقال الغوانمة ان الامانة راعت في اختيارها لمواقع الأسواق الرمضانية التي خصصت لبيع الخضار والفواكه الكثافة السكانية للأحياء، الا ان معظم المواطنين يفضلون شراء منتجاتهم من المراكز التجارية نظرا للعروض التجارية المخفضة على اصناف الخضار والفواكه.

وقال الغوانمة ان الامانة أعلنت قبل حلول شهر رمضان انها ستعمل على توفير البنية التحتية للمواقع بمساندة جهاز متكامل من حيث الإدارة والتشغيل والتنظيم، إضافة لوجود كوادر فنية لمتابعة الاوضاع الصحية والبيئية فيها وبشكل يومي.

وتتضمن شروط الاستخدام، توريد خضار وفواكه مطابقة للشروط الصحية، وضرورة التخلص من بقايا الخضار والفواكه ووضعها في الحاويات المخصصة، والتزام التجار بالتواجد في المواقع ومنع تأجيرها للغير، والتشديد على التاجر إخراج المركبة بعد تفريغ الحمول. واشار الغوانمة ان الأمانة ما تزال تنتظر التجار ليتقدموا بطلباتهم تمهيدا للسماح لهم باستخدام تلك المواقع وعرض منتجاتهم ضمن التعليمات والانظمة الصادرة عن الامانة.

الغد


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة