السبت 2024-12-14 12:39 م

"فضائح المسؤولين"

07:22 ص

بصفتي كاتبا لا بد أن أملك المعلومة الصحيحة حتى أبني عليها المقال لأنني قد أحاسب على أي كلمة، بينما سيدة وهي تقلي (زهرة) قد تدخل على حسابها على الفيسبوك وتتهم نصف الحكومة بالفساد!



بكل بساطة قد تجد صفحة على الفيسبوك باسم ملك (الروديترات) ينتقد بقسوة الملقي وأداء حكومته ويطالب بإقالته فورا، وأن لديه العشرات من ملفات الفساد، وأن صبره قد نفد من هذه الحكومة وسيكون له تصرف لا تحمد عقباه، وقد يختم البوست بالدعاء على الحكومة كما يدعو أئمة الجوامع على الأعداء، بينما في مجلس النواب يقطع الصوت، وتطفأ الانوار، ويمحى من محضر الجلسة، وترفع الجلسة، إذا لمّح أحد النواب خلال كلمته ان هناك فسادا في الحكومة دون أن تكون لديه أدلة!


(أمير الظلام) قد تكون صفحة لحدث ما يزال أهله يمنعونه من شرب الشاي بعد الساعة الثامنة مساء. أمير الظلام ينشر على صفحته صورة أحد المسؤولين وسيارته ومنزله ويقول هذا الذي نهب البلد بالأدلة، بينما هيئة النزاهة ومكافحة الفساد قد تحتاج سنتين للتحقيق بعطاء ضاغطة نفايات وهي تجمع الأدلة، وقد لا تتمكن من استدعاء المسؤول الا بعد مخاطبة نصف أجهزة الدولة، وقد يتقاعد المسؤول والهيئة لم تستكمل بعد إجراءات التحقيق، بينما أمير الظلام استطاع توجيه الاتهام ونشر الأدلة ومحاكمة المسؤول ولم ينهِ بعد أكل (الشيبس)!


في فترة من الفترات كان الناس يبحثون عن أخبار الفنانين وفضائحهم، حتى أخبار حمل الفنانات وعملياتهن التجميلية، من تقصير الأنف وشفط الدهون، أو تركيب العدسات، وذهب الناس أبعد من ذلك فقد كان للون جرابات الفنان سر، ولنحافة إحدى الفنانات نصف وقية سر، ولأكلهم البطيخ سر. كان كل شيء يتعلق بهم له سر.
اليوم لم يعد أحد يهتم بالفنانات، ولم يعد أحد يعنيه إن تزوج الفنان من صديقته أو من بنت خاله، بل تعجّ وسائل التواصل الاجتماعي بأخبار المسؤولين وفضائحهم.


الكاميرات اليوم مسلطة على سيارات المسؤولين ومنازلهم وكتبهم الرسمية، شاهد سيارة مسؤول حكومي تقفز بسرعة جنونية عن مطب، شاهد مسؤول حكومي يركّب سخانا شمسيا، شاهد مسؤول حكومي يصرف لسكرتيرته مكافأة خاصة.


لا توجد محاذير من نشر أي شيء عن المسؤول مهما علا شأنه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإذا شوهد المسؤول يشتري بيجاما فإن ثمنها من أموال البلد، وإذا امتلك مزرعة خاصة فإنه سرق البلد!


على وسائل التواصل الاجتماعي كل المسؤولين فاسدون، وحتى حياتهم الخاصة تم اختراقها وربط كل ما يتعلق بها بالفساد ونهب مقدرات الوطن.


وصلنا إلى هذه الظاهرة الخطيرة، لأن مجلس النواب لا يمارس الرقابة، وسجن الجويدة ما يزال يحلم بوصول أول فاسد، والمؤسسات الرقابية ما تزال تشغل نفسها بالتحقيق بشبهة فساد في تركيب زامور سيارة حكومية!


فيسبوك أصبح يوجه الاتهام ويحاكم، لأننا تراخينا كثيرا، والثقة بالمؤسسات الرقابية والتشريعية معدومة، لذلك إذا رأيت مسؤولا يأكل شاورما فإنه نهب البلد!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة