السبت 2024-12-14 15:49 م

فيلم« 37.5» يصرخ بصمت عن طبيعة النفس البشرية وتناقضاتها

10:40 ص

الوكيل - لتقليد الجديد في نقابة الفنانين الاردنيين بعرض افلام المخرجين الشباب، والتعقيب عليها من المخرجين المخضرمين، تجربة يمكن البناء عليها وتطويرها، من اجل خلق مناخات للحوار، واعادة تفكيك الفيلم، سواء بطروحاته الفكرية او باسلوبه الفني.

'37.5″ الفيلم الفائز بجوائز مهرجان الفيلم الاردني الاول، من تأليف واخراج حماد الزعبي، الذي عرض في قاعة الفنان اسماعيل خضر، وعقب عليه المخرج محمد عزيزية، في حوار اداره الفنان زياد ابو سويلم.
الفيلم يذهب الى المساحة التي تعتبر غير طبيعية، وخارجة عن ماهو عادي، فالرقم له رمزيته؛ حيث درجة الحرارة الطبيعية لجسم الانسان هي 37، لكن الزعبي هنا يأخذنا الى مساحة الاختلالات، والى فضيحة الواقع، والى التحولات التي اصابت بنية المجتمع ونفوس وضمائر الناس، وذلك باختيار الصورة بعيدا عن الحوارات، فالصوت غائب، لكن الصورة ناطقة باداء مميز للفنان شاكر جابر بطل الفيلم، الذي قدم الشخصيات المتعددة التي ظهرت بالفيلم، التي تعبر عن نماذج تخلت عن مواقعها الطبيعية، واحتكمت الى سلوكات طارئة على التطور الطبيعي للمجتمع، ليطرح الفيلم اسئلة عن الراهن، سواء في الاطار العام، او في دواخل النفوس التي تعيش التناقض بأسوأ صوره، على طرفي المجتمع فقراؤه واغنياؤه، هذه الاسئلة التي تفضي الى السؤال الاكبر، الى اين نحن سائرون في ظل هذا الواقع المشوه.
يفتح الفيلم على متشرد، ينام في حديقة عامة بمنطقة راقية، يفتح عيونه على نماذج بشرية، بعضها يمارس رياضة الصباح، او يتمشى مع كلبه، او رجل ثري يتناول قطعة حلوى، في نظرات متبادلة بينه وبين المتشرد، لكنها نظرات منه غير مركزة، ولا ترى المتشرد، في الوقت الذي يقوم فيه المتشرد بالتدقيق بكل التفاصيل، ويماثله بالحركة حتى في طريقة مضغ قطعة الحلوى، في دلالة على حالة من الفصام بين افراد المجتمع المقسوم بين اللامبالاة، والمسخرة، وينتقل الى حالات تمثل الزيف والنفاق، في اجتماعات وخطابات؛ حيث الجمهور الغائب عن الوعي، لايسمع ولايعي، ومثله ذلك المناضل الذي وقعت منه ورقة من خطاب كتب فيه عن انحيازه للطبقة الفقيرة، في الوقت الذي يسرق فيه بقايا طعام ماسح الاحذية الفقير. ويواصل الفيلم طرح الاسئلة الجارحة، فهذا المتشرد الذي علقت بحلقة قطعة خبز جافة، يحضر الطبيب الذي يتعامل باحتقار مع المريض، لابل يعلن موته برغم انه على قيد الحياة.
المخرج محمد عزيزية، تناول طروحات الفيلم التي جاءت من خلال الشخصية الرئيسية التي عملت مثل كشاف لحالات الزف والخداع في المجتمع، وراى ان الفيلم فيه شحنة عالية من السخرية الجادة، وهو بصريا من الاعمال الشبابية الناضجة.
المخرج وصفي الطويل تحدث عن دور الطبيب، وكيف انه تخلى عن مسؤوليته الانسانية تجاه المريض.
فيما قال الفنان عماد زيتون بانه كان يفترض ان يكون المتشرد اكثر عفونة وان يهتم المخرج بالمظهر الخارجي لهذه الشخصية.
المخرج مدين مصطفى قال ان هذا الفيلم هو الاميز في مهرجان الفيلم الاردني، وهو الاقرب للسينما، ولكن كثرة الشخصيات ممكن ان تخلق حالة من الارباك عند الجمهور، واشار الى الصورة الجميلة وحركة الكاميرا والمونتناج والمكياج.
المخرج فيصل الزعبي قال ان هذا الفيلم ينتمي الى دراما 'الفالس'، برزانة واحترام، هذه الكوميديا التي فيها اشكال متوازية من السخرية والكوميديا الخارجية، وتساءل فيما اذا كان الطرح هو التعبير عن حالة من الانفصام، ام حالة من التمني، واكد اعجابه بالصورة كلغة؛ حيث ان الجمال هو عنوان السينما، كما اشار الى دور مهندسة الديكور ابتسام المناصير التي اعطت الفيلم الكثير من الاناقة، واشار الى قدرة الممثل شاكر جابر على التماهي مع الشخصية، وتناغمه بانضباط مع المخرج، فكان هذا الاداء وهذا الايقاع، وتحقيق ما يريده النص والمخرج.
وابدى ملاحظات على الفيلم خاصة في مسألة الاتجاهات الخاطئة في تركيب بعض المشاهد.
وفي نهاية الحوار قدم مخرج الفيلم حماد الزعبي ردودا وتوضيحا للملاحظات التي طرحت أثناء النقاش.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة